نظامُ الأسدِ وروسيا يبرّرانِ تصعيدَها العسكريَ شمالَ غربِ سوريا
برّر نظامُ الأسد والاحتلالُ الروسي تصعيدَهما العسكري المستمرّ على شمال غربِ سوريا منذ بدايةِ شهر تشرين الأول الماضي، زاعمين أنَّ التصعيدَ هو ردٌّ على هجوم تعرّضت له الكليةُ الحربية في مدينة حمصَ وسطَ سوريا، دون أيّ توضيحاتٍ عن طبيعة استهداف الكلية.
وقال مديرُ الإدارة السياسية في قوات الأسد، اللواءُ حسن سليمان، إنَّ قواتِ الأسد أطلقت بالتنسيق مع القوات الروسية سلسلةً من “عمليات نوعيّة وضرباتٍ مركّزة استهدفت التنظيماتِ الإرهابية” (في إشارة إلى فصائل الثورةِ السورية شمالَ غرب سوريا).
وزعم أنَّ العملياتِ أدّت إلى تدمير جميعِ المواقع والمقارّ المستهدفةِ من ضمنِها مستودعاتُ ذخيرةٍ وعتادٍ، والقضاءِ على مئاتِ العناصر في “هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” وغيرهما.
من جهته، ادّعى رئيسُ مركز التنسيق الروسي في دمشقَ والمنطقة الوسطى، اللواءُ فاديم كوليت، خلال مؤتمر جمعَه مع سليمان اليوم، الثلاثاء، إنَّ العملياتِ المشتركةَ استهدفت 23 نقطةَ مراقبةٍ ومعسكراتِ تدريب و35 نفقًا وملجأً تحت الأرض.
وذكر أنَّ الطيرانَ الروسي “شنّ أكثرَ من 230 غارةً جويّة، وأكثرَ من 900 مهمّةٍ ناريّةٍ من قِبل المدفعية الروسية والسورية على مواقعَ للتنظيمات، وتمَّ خلالها القضاءُ على 200 إرهابي بينهم 34 من المتزعّمين و15 خبيرًا من جنسياتٍ أجنبيّة وإصابة 450 آخرين وتدمير 1125 هدفًا”، حسب زعمِه.
وتتناقض تصريحاتُ روسيا ونظام الأسد مع حصيلة الضحايا وواقعِ التصعيد الذي شهدته مناطقُ شمالَ غربي سوريا منذ 5 من تشرين الأول الماضي، والذي وصفتْه منظماتٌ حقوقية وإنسانية بأنَّه الأعنفُ منذ سنواتٍ.
وقال مكتبُ تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، إنَّ أكثرَ من 70 شخصًا قُتلوا نتيجةَ التصعيد، وأُصيب 349 آخرين، وتضرّرت أكثرُ من 40 منشأةً صحيّةً و27 مدرسةً و20 شبكةً للمياه.
وذكر المكتبُ عبرَ تقريرٍ له في 3 من تشرين الثاني الحالي، أنَّ التصعيدَ أثّر على أكثرَ من 2300 موقعٍ، وأدّى إلى نزوحِ أكثرَ من 120 ألفَ شخصٍ، وهو أكبرُ تصعيدٍ في شمال غربي سوريا منذ عام 2019.
ويعتبر باحثون ومحلّلون أنَّ روسيا ونظامَ الأسد ليسا بحاجة إلى مبرّر أو سبب لشنّ أيّ عدوان على إدلب أو أيِّ منطقة بالشمال السوري، فالمبرّراتُ موجودةٌ طالما أنَّ رأسَ نظام الأسد يعتبر جميعَ من ناهضه من السوريين “إرهابيين“، وبالتالي قتالُهم مهمّةٌ وطنيّةٌ.