نظامُ الأسدِ يحاولُ تشويهَ صورةِ الشاهدِ الرئيسي في محاكمةِ الطبيبِ “علاءِ موسى” في ألمانيا
يحاول نظامُ الأسد التشويش على محاكمة الطبيب المجرمِ “علاء موسى” في فرانكفورت بألمانيا، وذلك من خلال استهدافِ الشاهد الرئيسي في القضية، الطبيبِ “محمد وهبي”.
الحملة ضدَّ “وهبي” يقودها المديرُ السابق لقناة “الإخبارية” السورية “مضر إبراهيم”، بدأها بالتشكيك بمصداقية المحاكمة والقضاءِ الألماني عموماً، من خلال اتهامه لوهبي بالكذب واختلاقِ روايات لا أساسَ لها لإدانة الطبيب المجرم، زاعماً أنَّ “موسى شريف ومظلوم”.
ويواظب “إبراهيم” على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، تتبّعَ منشورات الطبيب “وهبي”، الذي كان له الدور الأبرز في اعتقال المجرم “موسى”، ومحاكمتِه بعد وصوله ألمانيا في العام 2015.
وفي محاولة منه لتشويه سمعة “وهبي”، كتب إبراهيم، “محمد وهبي وهو الشاهدُ الملك في قضية مسخِ المحاكمة ضدَّ الطبيب السوري المظلوم علاء موسى، في المحاكم الألمانية، ينعى زميله الطبيب (الإرهابي) الأمير القيادي في تنظيم (أحرار الشام) المصنّفة إرهابية لدى السلطات الألمانية”.
ذلك في إشارة من “إبراهيم” إلى الطبيب حسين السليمان “أبو ريان” الذي قتله تنظيمُ “داعش” مطلعَ العام 2014، بعد اعتقاله من قِبلِ عناصره إثر توجّهه لبلدة مسكنة في ريف حلبَ الشرقي للتدخّل لوقفِ اشتباكات بين حركة “أحرار الشام” والتنظيم وبعدها تمَّ تسليمُ جثمانه ضمن عمليةٍ لتبادل الأسرى، مقتولاً تحت التعذيب.
وحول هذا الاتهام، يوضّح “وهبي” أنَّ “أبو ريان” كان زميلاً له بكلية الطب بجامعة حلب وخريج دفعته أيضاً، وأكّد أنَّ “كل من قاتل نظام الأسد أنا أترحّم عليه”.
ولفت “وهبي” إلى التضامن الواسع من قِبل الأوساط الثورية مع مقتل “أبو ريان” في حينه، حيث عنونَ المتظاهرون أول جمعة في العام 2014، باسم “جمعة الشهيد (أبو ريان) ضحيةِ الغدر”.
وأشار “وهبي” لموقع “أورينت نت”، إلى أنَّ حركة “أحرار الشام” لم تكن حينئذ مصنّفةً على لوائح “الإرهاب” الألمانية أساساً، وهي من فصائل “الجيش الحرّ”.
كذلك اتهم “مضر إبراهيم” في منشور آخرَ الطبيب “وهبي” بالتحريض على الطائفة العلوية في سوريا.
وردَّ “وهبي” على هذا الاتهام قائلاً، “في العام 2013، كنت في قريتي الحصن بريف حمص الغربي، وكنا نتعرّض لحصارٍ وحملةِ قصفٍ من قِبل عناصر العصابات الطائفية المحلية من أبناء القرى المحيطة، ومن الطبيعي أنْ يهاجمَ الشخصُ المُحاصر القواتِ الطائفية التي تحاصره وتقتله وأهل بلده، والموتُ ينتظره”.
وتساءل “وهبي”، “كان الشبيحة يقصفون القريةَ تحت شعارات طائفية، فهل الردُّ من الضحية يُعدُّ فعلاً لا إنسانياً؟”.
وأكّد أنَّه كان يتوقّع أنْ يشنَّ نظامُ الأسد “حملةَ تشويه ضدَّه، بعد الكشف عن جزء من الجرائم التي ترتكب في المستشفيات العسكرية التي شاركت في التعذيب الممنهج ضدَّ السوريين بدرجة لا تقلُّ عن المعتقلات والسجون”.
يُشار إلى أنَّ “محمد وهبي” هو طبيبٌ أكمل تخصّصه الطبي في “مشفى عبد القادر شقفة/حمص العسكري”، وكان شاهداً على العديد من الفظائع والجرائم التي كان يمارسها بعضُ أطباء المشفى المذكور بحقِّ المتظاهرين، وذلك في العام 2011، وعلى رأسهم المجرمُ “علاء موسى”.
بعد ذلك، قدّم “وهبي” شهادتَه لوسائل الإعلام، الأمرُ الذي أدّى في نهاية المطاف إلى اعتقال “موسى”، وبدءِ محاكمته في محكمة فرانكفورت الألمانية، حيث وجّه القضاء الألماني له 18 تهمةً، متعلّقة بارتكابه جرائمَ ضدَّ الإنسانية في سوريا من بينها جريمةُ قتلٍ.
وإلى جانب مشفى حمص العسكري، عمل “موسى” في مشفى المزّة العسكري، واعترف في الجلسة الثالثة من محاكمته الشهر الماضي، بحصول تعذيب للمرضى المعتقلين، مدّعياً أنَّه “كان يتمُّ تعذيبُهم من قِبل طاقم التمريض الذي يعمل في المشفى، ومن قِبل عمال النظافة في المشفى، ولكنّه لم يسمع ولم يرَ ولا لمرّة أنَّ أحداً من طاقم الأطباء قد قام بتعذيبِ أو ضربِ أيِّ مريض”.
ورجٍحت مصادرُ حقوقية، أنْ يصدرَ بحقّ المجرم موسى المنحدر من قرية الحواش بريف حمص، حكماً بالسجن مدى الحياة، في محاكمة هي الثانية من نوعها في ألمانيا، بعد الحكمِ بالسجن المؤبّد على ضابطِ المخابرات السابق “أنور رسلان”.