نظامُ الأسدِ يروّجُ لمشروعٍ سياحي إماراتي في حلبَ

تداولت مواقعُ إعلاميّةٌ مواليةٌ، وأخرى عربية، مقطعاً تعريفياً بمشروع سياحي خدمي سوري-إماراتي مشتركٍ في حلب، أطلق عليه اسم “tomorrowland” (أرض الغد)، الأمرُ الذي اعتبرته مصادرُ أنَّه اختبار لردّة فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عقوباتٍ على نظام الأسد.

ويظهر المقطعُ التعريفي أنَّ المشروعَ يمتدُّ على المحلّق الشمالي وصولاً إلى دوّار الليرمون الذي يصل ريفَ حلب الشمالي بمركز مدينة حلب.

والمشروع هو عبارةٌ عن استثمار هذه المنطقة التي طالها الدمارُ نتيجةَ المعارك التي شهدتها المنطقةُ سابقاً، بعد إعمارها وتجميلها وتزودِيها بالمرافق اللازمة للسياحة و”الترفيه”.

وسيتولّى تنفيذُ هذا المشروع الشركة الإماراتية،(الأيوبي القابضة)، وهي مملوكةٌ لسامي الأيوبي رجلِ الأعمال السوري المقيمِ في الإمارات.

وبحسب الشريط التعريفي، فإنَّ المشروعَ يهدف إلى الارتقاء بالواقع الخدمي والترفيهي لمدينة حلب، والنهوضِ بالواقع السياحي للمدينة، وتوفيرِ عددٍ غيرِ محدودٍ من فرصِ العمل.

موقع “عربي 21” نقل عن مصدر قولَه، إنَّ إطلاقَ المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى اختبار ردّةِ فعلِ واشنطن على الاستثمار في سوريا، معتبراً أنَّ “الإمارات دفعت هذه الشركة للاستثمار في سوريا، حتى تراقبَ الردَّ الأمريكي لتقرّرَ ما إنْ كانت ستدفع بشركاتها إلى الاستثمار في سوريا، أم لا”.

ولفت المصدر إلى أنَّ المشروعَ يأتي تنفيذاً للوعود العربية “الإماراتية والسعودية” بدعم مشاريعِ “التعافي الاقتصادي”، موضّحاً أنَّ “توقيتَ إطلاق المشروع يأتي تأكيداً لإعلان وزيرِ الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في المؤتمر الصحفي الختامي للقمّة العربية الأخيرة بجدّة، على أنَّ الرياضَ ستدعم مشاريعَ التعافي الاقتصادي في سوريا”.

من جانبه، اعتبر الباحثُ الاقتصادي يونس الكريم، أنَّ المشروعَ الجديد يعني حضورَ العرب اقتصادياً في سوريا، بعد الانفتاح السياسي، موضّحاً أنَّ “اختيارَ حلبَ القريبة من تركيا والتي تسجّل حضوراً إيرانيّاً كبيراً ليس مصادفة”.

ولفت الكريم، إلى أنَّه مهما كان هدفُ الإمارات، فإنَّ المشروع يخدم دعايةَ نظام الأسد بأنَّ مرحلةَ الإعمار قد بدأت، مضيفاً، “في دمشق بدأ تنفيذُ بعض المشاريع السياحية مثل ماروتا سيتي، وحلب بدأت تسير في هذا الخط، نحن أمام إعمارِ سوريا على مراحل بتمويل محلي وإقليمي”.

وأشار الكريم إلى أنَّ المشروع الأخير يُعدُّ من المشاريع طويلة الأجل، لأنَّه يحتاج إلى فترة طويلة للصيانة والتجميل قبلَ الانتقال إلى بداية الاستثمار السياحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى