نظامُ الأسدِ يعتقلُ عدداُ من عناصرِ ميليشياتهِ في ريفِ دمشقَ
أقدمت أجهزة نظام الأسد الأمنية في الآونة الأخيرة على تنفيذ حملة اعتقالات لعددٍ من عناصرِ الميليشيات الرديفة لقواته المتواجدين في مدينة “الزبداني” بريف دمشق الغربي.
ونقلت صحيفة “زمان الوصل” عن مصدر محلي من أبناء مدينة “الزبداني”، أنّ دوريات تابعة لجهاز “الأمن العسكري” اعتقلت في الأيام القليلة الماضية، ما يقارب 9 عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” من أبناء “حي الزهرة” في مدينة “الزبداني”، كانوا تطوعوا للخدمة العسكرية على ملاك “الفرقة الرابعة” في المنطقة، فيما تمكّن عناصر آخرون من الهرب عبر الحدود إلى لبنان.
وأضافت الصحيفة “يرجع سبب الاعتقال إلى اتهامات وُجِهت إلى أولئك العناصر بالوقوف وراء الكتابات المناهضة لنظام الأسد، والتي كُتِبت على جدران المدارس ومحطة القطار في أحياء (العارة، المحطة، عين جابر)، وسط مدينة الزبداني في منتصف شهر أيلول الفائت، إذ قامت الفرقة الرابعة حينها بإحضار جرافة وهدم بعض الجدران في ظلّ تهديدات من قبل الضباط بالقيام بحملة اعتقالات كبيرة في حال تكرّر الأمر مجدّداً”.
وأوضحت أنّ الدافع الرئيسي وراء تصرّف عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” المعتقلين، كان بهدف التهرّب من الخدمة العسكرية على خطوط الجبهات الساخنة في الشمال السوري، حيث طلبت إليهم قوات الأسد ممثّلة بـ”الفرقة الرابعة” التجّهز حينئذٍ لإخلاء مدينة “الزبداني” بشكلٍ شبه كامل ومغادرتها باتجاه ريفي “إدلب” و”حماة”.
وأشار مصدر الصحيفة بأنّ عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” قاموا بالكتابة على الجدران ليوهموا المسؤولين الأمنيين في المنطقة، بأنّ الأمور في داخل “الزبداني” لا تزال تشهد أعمالاً وحوادث مناوئة لنظام الأسد، ولتأكيد روايتهم قاموا بإطلاق الرصاص على عناصر دوريات الأمن التي دخلت في ذلك الحين لاعتقال عددٍ من أبناء “الزبداني” ممن اتهموا بالمسؤولية عن تلك الكتابات والشعارات.
وكانت دوريات من جهاز “الأمن العسكري”، مدعومة بعناصر”الفرقة الرابعة” نفذّت قبل نحو شهر من الآن، عملية دهم واعتقال أسفرت عن اعتقال ما يزيد عن 20 شاباً من أبناء مدينة “الزبداني” واقتادوهم إلى فرع “فلسطين”، وتزامن ذلك مع إجبار بعض العائلات على مغادرة المدينة باتجاه مدينة “بلودان” وبلدتي “مضايا” و”بقّين” المجاورة، بالإضافة إلى فرض طوق أمني في محيط المنطقة، ونشر أكثر من عشرة حواجز عسكرية، 7 منها على مداخل المدينة.
وتخضع منطقة “الزبداني” أمنياً لسيطرة كلٍّ من “الفرقة الرابعة” و”الأمن العسكري”، كما تتواجد فيها مجموعات من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، التي احتفظت لنفسها ببعض المراكز الحسّاسة في مركز المدينة “المربع الأمني” وعلى أطرافها ولا سيما القريبة من الحدود السورية-اللبنانية، فضلاً عن مراكز استراتيجية أخرى تطلّ على الطريق الدولي دمشق_ بيروت.