نظامُ الأسدِ يغلقُ مكتبَ تجنيدٍ لميليشيا “حزبِ اللهِ”
في خطوة غيرِ مسبوقةٍ، أغلق نظامُ الأسد مكتبَ تجنيد كان قد افتتحته ميليشيا “حزب الله” قربَ مقامِ السيدة زينب في ريف دمشق، لاستقطاب متطوّعين لمواجهة إسرائيل على الجبهة الجنوبية في لبنان.
ووِفق ما ذكره مصدرٌ أمني فإنَّ نظامَ الأسد رفضَ بشكلٍ قاطعٍ السماحَ لميليشيا “حزب الله” بتجنيد أيِّ سوري للقتال ضمن صفوفها، بينما وافقَ النظامُ على تجنيد مقاتلين غيرِ سوريين، بعد مفاوضات وتدخّلٍ من طهران.
وكشف المصدرُ عن زيارة التقى فيها ضبّاطٌ من مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد مع قيادي في ميليشيا “حزب الله” وهو المسؤولُ المباشرُ عن مكتب التجنيد، لإبلاغه بإغلاق المكتبِ فوراً والتوقّفِ عن أيّ أنشطة تجنيد علنية لدواعٍ تتعلّقُ بالوضع العسكري القائم على الأراضي السورية، وِفقَ ما نقلَ موقعُ تلفزيون سوريا عن المصدر.
وأضاف المصدر أنَّ الوفدَ أبلغ القياديَ في الميليشيا أنَّ نظامَ الأسد ليس في وضعٍ يُسمح له بفتح جبهة جديدة في الجنوب، في ظلِّ مخاوفَ من أنْ تؤدّي أيُّ مواجهةٍ مع إسرائيل إلى تصعيد يطول الحدودَ السورية مباشرةً في منطقة الجولان، ما قد يفرض على النظام إعلانَ التعبئة العامة في صفوف قواتِه في ظلّ تحدّيات داخلية عديدة.
كما نقل أعضاءُ الوفد تهديداً مبطناً بأنَّ الأفرعَ والإدارات الأمنية ستعتبر أيَّ مواطنٍ سوري يتطوّع للقتال خارج سوريا من دون علمِ نظامِ الأسد مطلوباً أمنيّاً ومتورّطاً بأنشطة عسكرية “إرهابية”، وسيتمُّ تعميمُ اسمه على كافّةِ المنافذ الحدودية للقبض عليه، في حين ستتمُّ ملاحقةُ كافّةِ الأشخاصِ والشبكات المتورّطة بعملية التجنيدِ دون وجودِ تنسيقٍ أمني مسبقٍ مع الجهات المختصّة.
كما ادّعى الوفدُ“وجودَ مؤشرات استخبارية تدّل على نيّة الفصائلِ والتنظيمات في المناطق الخارجةِ عن سيطرة نظام الأسد، لاستغلال الأوضاع في المنطقة وشنِّ هجماتٍ تجاه مواقعِ قوات الأسد”.
في المقابل، اقترح مكتبُ الميليشيا على مكتب الأمن الوطني تجنيدَ مقاتلين غيرِ سوريين، خاصة من العناصر العراقيين والأفغان والباكستانيين المقيمين في سوريا، بالاستناد إلى فتاوى دينيّةٍ صادرةٍ عن مرجعيات شيعيّة تدعو لدعم ما تسمّى “المقاومة الإسلامية” في مواجهة إسرائيل.
وجاء مقترحُ الميليشيا بعد تدخّلٍ مباشرٍ من قيادات في ميليشيا“الحرس الثوري” الإيراني لإنهاءِ الخلاف الخاص بمكتب التجنيد، وتمكّنوا من التوصّلِ إلى اتفاق مع النظام، يقضي بالسماح لـ “حزب الله” بتجنيد مقاتلين من جنسيات غيرِ سورية بشكلٍ سري، مع ضمان عدمِ كشفِ هوياتهم وتسهيلِ تنقّلاتهم بين سوريا ولبنان، حيث يتواجد في سوريا أيضاً، عناصرُ من “الحوثيين” عملت طهران مؤخّراً على إدخالهم عبرَ العراق.
الاتفاق يلزم مكتبَ تجنيد الميليشيا بإرسال لوائح تضمُّ بياناتِ كافّة المتطوّعين إلى فرع الأمن الخارجي في إدارة أمن الدولة، مع إبلاغهم بتحديثات مغادرةِ سوريا والعودةِ إليها وفي حال توقّفِ أحدهم عن المشاركة مع “حزب الله”.
كما اشترط نظامُ الأسد ضمان نقلِ المصابين وجثث القتلى إلى سوريا بشكلٍ سرّي لتجنّب أيّ تداعيات أمنية قد تترتّب على ذلك، ولعدم ملاحقة المتطوعين من قبل حكوماتِ بلادهم.