هل يتغيّرُ التعاطي التركيّ مع الملفِّ السوري واللاجئينَ؟

فتحَ تعيينُ وزيري الداخلية والخارجية الجديدين في تركيا بابَ التساؤلات عن كيفية تعاطيهما مع الملفِّ السوري الشائك، إنْ كان لجهة اللاجئين السوريين، والمقدّر عددُهم بالملايين في تركيا، أو لجهة التقارب الذي بدأته أنقرةُ مع نظام الأسد في أواخر العام الماضي، والذي لم يحقّق تقدّماً كبيراً بسبب الشروط المتبادلة.

ويقول مصدرٌ دبلوماسي تركي مطّلع في هذا السياق، إنَّ “الحكومةَ الجديدة تضمُّ أسماءً مطّلعة جيداً على تطوّرات الأزمة في سوريا، سواءٌ على الصعيد الداخلي أو الخارجي”.

وأشار المصدر لموقع العربي الجديد، إلى أنَّ “الموقف التركي ثابتٌ من القضية وِفق المحدّدات الأساسية، وهي مواصلةُ الحوار مع نظام الأسد في ملفّات إعادة اللاجئين، ووحدة سوريا ومكافحة التنظيمات الإرهابية والانفصالية وإنجازِ الحلِّ السياسي”.

وأضاف المصدر أنَّ لتركيا محدّدات عديدة في حوارها مع نظام الأسد، ومنها الجزءُ المتعلّق بمسألة اللاجئين، لافتاً إلى أنَّ “الرأي العام الداخلي في البلاد يترقّب تطوّراتٍ في هذا الملفِّ، وفي حال لم يحصل أيُّ تقدّمٍ فيه، على صعيد عودةِ اللاجئين وتهيئة الظروف المناسبة لذلك، فإنَّ الرأي العام سيكون مطّلعاً على ذلك، وسيتمُّ وضعُه أمام حقائق المفاوضات مع النظام بكلِّ شفافية”.

أما الكاتب الصحفي التركي غونغور يافوز أصلان، فقال حول تعيينِ فيدان ويرلي كايا وزيرين معنيين بالشأن السوري، إنَّ “خطواتِ الحكومة التركية الجديدة ستكون استمراراً للآلية الرباعية بمشاركة النظام والتي انطلقت في موسكو بهدف عودةِ السوريين ليس للمناطق الآمنة التي شكّلتها تركيا وحسب، بل تشمل عودتُهم لمناطق النظام أيضاً”.

وأضاف، “من هنا ستوضع خريطةَ طريق على الطاولة، وأيضاً هناك مشاريعُ مع قطر من قِبل صندوق قطر للتنمية لإنشاء 240 ألفَ وحدةٍ سكنيّة في هذه المناطق، تساهمُ مع اكتمالها بعودة قرابةِ مليونين ومائةِ ألفٍ سوري لهذه المناطق”.

ولفت إلى أنَّ الحكومةَ التركية “تحاول وضعَ جدول زمني لهذه العودة، وبرنامجاً يشمل المنطقةَ الآمنة بدايةً، ثم المناطقَ التي يسيطر عليها نظامُ الأسد، عبر الآلية الرباعية. وستسعى تركيا للمضي قدُماً في هذين المسارين”.

ويرى الصحفي أنَّ “فيدان عمِل سابقاً على الملفّ السوري بشكلٍ فعّالٍ وقريب، ما يعطي الثقةَ للشارع التركي فيما يتعلّق بسياسة تركيا في سوريا، كما أنَّ وجوده يساهم في مسألة التوازنات الدولية مع روسيا، وهو أمرٌ مريحٌ للرأي العام”.

وأكّد أنَّ “وزيرَ الداخلية علي يرلي كايا يدرك بشكل جيّدٍ الحالةَ الاجتماعية السورية، وهذا سيؤدّي لفوائد هامّة في الملفّ السوري، واختيارُ (فيدان ويرلي كايا) بشكلٍ خاص هو من أجل تحديد سياسة الملفِّ السوري بشكلٍ واضحٍ”، مضيفاً أنَّ “المأمول لدى الرأي العام التركي، وهو ما كان مطروحاً في مرحلة الانتخابات، أنْ يكونَ هناك جدولٌ زمني من أجل عودة اللاجئين السوريين، والذي سينفّذ ذلك في الخارج هو فيدان، وفي الداخل يرلي كايا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى