“واشنطن بوست”: انتخاباتُ نظامِ الأسدِ صفعةٌ للدبلوماسيّةِ الأميركيّةِ

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنَّ انتخابات نظام الأسد تمثّل صفعةً لعقد من دبلوماسية أميركا وحلفائها بهدفِ إحداث تحوّل ديمقراطي في سوريا.

وأشارت الصحيفة في تقرير للصحفيين “ليز سلاي” و”نادر ضرغام” و”سوزان هيداموس”، إلى أنَّه “بحلول الوقت الذي تنتهي فيه ولاية الأسد الجديدة في عام 2028، سيكون في السلطة لمدّة 28 عاماً، متجاوزاً السنوات الـ27 التي شغلَها والده حافظ رئيساً”.

ونقلت الصحيفة عن “روبرت فورد” الذي شغل منصب السفير الأميركي في سوريا خلال السنوات الأولى من الثورة ضدَّ الأسد، قوله، إنَّ ما يمثله أيضاً هو فشل الدبلوماسية المدعومة من أميركا، التي تهدف إلى تحقيق الانتقال من حكم عائلة الأسد من خلال حكومة ترعاها الأمم المتحدة، من خلال عملية السلام في جنيف التي استمرت سبعَ سنوات دونَ نتيجة.

وأظهرت إدارة “بايدن” ميلاً ضئيلاً للانخراط بعمق في سوريا، بخلاف التعبير عن الدعم لجهود إيصال المساعدات الإنسانية.

فلم يتمَّ تعيينُ مبعوثٍ خاص حتى الآن، ولم تسفرْ المراجعة المشتركة بين الوكالات للسياسة تجاه سوريا عن نتائج.

لكن فورد قال، إنّه من غير الواضح ما يمكن أنْ تفعله أميركا للتأثير على مسار الأحداث في بلدٍ أصبحت فيه روسيا وإيران وتركيا جهات القوة الرئيسة.

وأوضح فورد، “تظهر هذه الانتخابات أنَّ الأميركيين ليس لديهم نفوذ، فلو كان لديهم نفوذ، فلن يكون الأسدُ قادراً على القيام بهذا النوع من الحملات، بدعم كامل من أجهزته العسكرية والاستخباراتية، فليس بإمكان القوى العظمى مثل أميركا إزالة هذا الرجل”.

ويقول دبلوماسيون غربيون، إنَّهم لا يرون أنّ هناك احتمالية كبيرة في أنْ تؤدّي الانتخابات التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنّها معيبة في العواصم الغربية، إلى اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع الأسد.

وعلى الرغم من أنَّ بعض الدول العربية، ولا سيما الإمارات، قد أعادت العلاقات، إلا أنَّ قوى إقليمية مهمّة مثل مصر والسعودية أحجمت، ومنعتها العقوبات وعدم إحراز تقدّمٍ نحو تسوية سياسية من شأنها أنْ تحلَّ الأزمة الأكبر، مما تعانيه سوريا من انقسام وفقرٍ بحسب ما يقوله الدبلوماسيون.

وأوردت الصحيفة، أنَّ السوريين ذهبوا الأربعاء الماضي لصندوق الاقتراع في انتخابات رئاسية لا شكَّ في نتيجتها، ووصلت سيطرة الأسد على العملية الانتخابية بشكل حدّد فوزاً مريحاً فيها، وهي ولاية رابعة مدّتها سبعُ سنوات، ستؤكّد بقاءه في مواجهة الثورة المستمرّة منذ 10 سنوات ضدَّ حكمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى