“والدةُ الساروت” ترفضُ مالَ المتبرعين وتتطالبُهم بتزويجِ رفاقهِ
رفضت والدةُ الشهيدة عبد الباسط الساروت أخذَ مبلغٍ ماليٍ جمعه “فريقُ ملهم التطوعي”، ضمن حملةٍ، تعبيراً عن تضامنِ السوريين معها.
وذكر مديرُ فريقِ ملهم “عاطف نعنوع”، أنّه زار والدةَ عبد الباسط الساروت لتسليمها المبلغ وقدره 40 ألف دولار أمريكي.
وأضاف نعنوع في منشورٍ على صفحته الشخصية في تطبيق “فيسبوك” أمس الجمعة، أنّ والدة الساروت قالت له “يا ابني المصاري حرموا عليّ”، مذكّرةً أنّ ابنها لم يدخل إلى البيت ليرة من الثورة في حياته.
وقالت والدة الساروت: “يا ابني أنا مبسوطة و فخورة أن أولادي شهداءُ، وما طلع كلام سيّئ على حدا منهم ولا حدا منهم طلع ما منيح، الحمدلله على كلّ حال”.
وأضافت: “لما طلع عبد الباسط هو و أخوانو، ما طلعو كرمال صيت، أو سمعة أو مال، طلعوا لوجه الله، وراحوا بسبيل الله ،الحمدلله”.
واقترحت والدة الساروت على “نعنوع” أن يُدفعَ المبلغُ الذي جمعه لها، لتزويج “رفقات عبد الباسط بالمنطقة يلي استشهد فيها”، لتفرحَ بهم وكأنهم أولادُها.
وبهذا الاقتراح يتّضح أنّ الأم تعتبر أصدقاءَ الساروت، بمثابته بالنسبة لها، وهي التي كانت تريد تزويجَ ابنها قبل أن يفارقَ الحياة.
وختمت الأم كلامها بالقول: “لبستي لابستها.. و لقمتي ماكلتها، ما بدي شي غير إنّي أرجع ع حمص، أقعد بخيمة هناك و أنا هيك رح كون رضيانة و مبسوطة اذا بتحققولي طلبي”.
وتوفي الساروت متأثراً بجراحٍ أصيب بها في معركة “تل ملح” في حماة في حزيران/ يونيو الماضي، لينعاه سوريون باعتباره “حاديَ ثورتهم ومنشدَها”.
ورثى قادةٌ عسكريون ونشطاء وإعلاميين الساروت، وأجمعوا على فقر الشاب، وأنّ ما في جيبه ليس له، بل كان يعطيه لأصدقائه وللمحتاجين.
ومنذ بدايةِ الثورة، بكت والدة الساروت أبناءً لها، قتلتهم قواتُ الأسد، وكذلك زوجَها، وأخيراً عبد الباسط الذي لم يهادن أو يصالح، وبقي منتمياً للثورة السورية، رغمَ الصعوبات التي واجهته.