وثائقُ رسميةٌ تكشفُ مصيرَ مئاتِ المعتقلينَ في سجونِ الأسدِ بينهم أمريكيّةٌ وفرنسيان
كشفت وثائق تمكّنت جريدة “زمان الوصل” من الحصول عليها، مصيرَ 500 معتقلٍ بين آلاف المعتقلين من مجهولي المصيرٍ في سجون نظام الأسد منذ انطلاقِ الثورة السورية في آذار 2011.
وأوضحت الجريدة في تقرير أنَّها عملت خلال الأشهر الماضية على مشروع داخلي، يتضمّن مصادرَ “قديمة وجديدة” للبحث عن مصير المعتقلين، بالتنسيق مع 25 أسرةً، سلمتها بيانات أبنائها كي تبحث الجريدةُ عن مصيرهم واتّضح أنَّ غالبيتَهم قتلوا تحت التعذيب أو المرض، وتقوم حالياً بإبلاغ الأهالي وتسليمِهم الوثائقَ التي حصلت عليها.
ووفقاً للجريدة فإنَّ مصادرَ البحث تضمت على القيد المدني في حمص وحماة وحلب ودمشق ودير الزور، وفي سجّلات مقابرَ جماعية، وبرقيات رسمية تتضمَّن أسماء أشخاص أعدموا بشكلٍ مباشر أو عبرَ “محكمة الميدان”.
وأوردت الجريدة في تقريرها أسماء نحو 170 معتقلاً ممن كانوا مجهولي المصير، وتأكّدت من وفاتهم بعد عدّةِ محاولات للحصول على معلومات موثوقة.
وقالت إنَّها حصلت على وثائق جديدة، بينها بياناتُ وفاةٍ سُجّلت عام 2022، وتصاريحُ دفنٍ، وشهاداتٌ توضّح مصيرَ معتقلين اعتقلوا خلال الأعوام 2011 وحتى 2015، بالإضافة لمعلومات عن تنقّلاتهم داخل الأفرع الأمنية، وأسماء المسؤولين عن اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم في النهاية، قبلَ دفنِهم بمقابر جماعية.
ولفتت “زمان الوصل” إلى أنَّها سلّمتْ المعلومات إلى منظمة حقوقية ستكشف عن نفسها لاحقاً، بعدَ الانتهاء من عملية تنظيم الأدلّة وتوزيعها على قضايا رفعتها في أوروبا وأمريكا.
وأشارت الجريدة إلى أنَّ القائمةَ تشمل أسماءَ بارزة من أوائل الناشطين والكتاب والأطباء والثوار في المناطق التي شهدت مظاهراتٍ ضدَّ نظام الأسد، بينهم “عدنان الزراعي” الذي دُوّن بجانب اسمه أنَّه قُتل بموجب “محكمة”، والناشط “أنس الشغري”، والملفتُ عددُ الأشقاء الذين قتلوا حيث أبيدت عوائل بأكملها.
كما يبرز بين الأسماء الواردة في القائمة اثنان من حملة الجنسية الفرنسية وواحدٌ يحمل الجنسية الأمريكية، وفقاً للجريدة.
ونوّهت إلى أنَّ أغلبيةَ الأسماء قضت، كما هو مدوّن في الجدول، في معتقلات دمشق وبينهم من قُتل بموجب محكمة ميدانية في دمشق.
واعتمد نظام الأسد سياسةَ الاعتقال التعسفي والعشوائي لسكان المناطق الثائرة دون أيِّ اتهاماتٍ مُسبقة، وزجّهم في سجونه ضمنَ أفرع المخابرات أو في معتقلات تعتبر مسالخ بشرية مثل “صيدنايا”، كما أنشأ مراكز اعتقال إضافيةً، بمساعدات ميليشيات طائفية لاستيعاب الأعداد الهائلة من المعتقلين سواءٌ من على الحواجز أو أثناء المداهمات التي كانت قوات النظام ومخابراته تقوم بها.
ويُعدُّ ملفُّ المعتقلين المغيّبين ومجهولي المصير من أكثر الملفّات حساسيةً في الثورة السورية، حيث يواصل نظامُ الأسد إنكارَ وجود معتقلين مغيّبين في سجونه، رغمَ كشفِ إحصائيات عن عشرات آلاف السوريين المغيّبين بينهم نساءٌ وأطفالٌ.