وزيرٌ لبنانيٌّ سابقٌ: اغتيالُ الحريري مخطّطٌ إيرانيٌّ- سوريٌّ نفّذَهُ “حزبُ اللهِ”
أكّد وزيرُ العدل اللبناني السابق، اللواء “أشرف ريفي”، أنّ عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، “رفيق الحريري”، ليست وليدة قرار متسرّع، وإنّما نتاجُ مخطّطٍ مدبّرٍ اتخذه نظامُ الأسد والمحتلُ الإيراني ونفّذته ميليشيا “حزب الله” بدعمٍ لوجيستي من استخبارات نظام الأسد.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الثلاثاء، قال “ريفي”، الذي كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي وشريكاً في التحقيقات وجمعِ الأدلّة والمعلومات بقضية اغتيال الحريري، إنّ “مؤشرات الاستهداف الأمني بعد السياسي، بدأت مع سحب عناصر قوى الأمن الداخلي الذين كانوا مكلفين بحماية الحريري ومواكبته وكشفه أمنياً، بالتزامن مع إقصاء كلِّ ضباط الأمن الذين كانوا على صلّة بالحريري”.
وأضاف “ريفي”، الذي شغل أيضاً مهمّة ضابط الارتباط بين لجنة التحقيق الدولية والدولة اللبنانية، أنّ رئيس اللجنة الفنية في شعبة المعلومات، الرائد وسام عيد (اغتيل في تفجير شرقي بيروت عام 2008)، تمكن ببراعته والتزامه الأخلاقي والوطني، من الإمساك بالخيط الأساسي والأول الذي قاد إلى كشف مرتكبي الجريمة، من خلال تحليل بيانات الاتصالات”.
وأكّد أنّ وسام عيد “نجح في تحديد الخطوط الهاتفية التي وضعت الحريري تحت المراقبة المشدّدة، وكانت تتعقّبه قبلَ شهرين من الاغتيال حتى حدوث الجريمة، ثم توقفت هذه الخطوط فجأة وفي وقت واحدٍ بعد اغتيال الحريري بشكلٍ نهائي ودائمٍ”.
ولفت إلى أنّ “أحد الخطوط في الشبكة المقفلة، أجرى اتصالاً وحيداً من منطقة البقاع برقم هاتف في الضاحية الجنوبية، وهذا الرقم من خارج الشبكة المقفلة، ومن خلاله تمكّنا من تحديد هوية حامل هذا الرقم، وكرّت سبحة كشف أسماء المتورّطين في العملية”.
وأشار إلى أنْ اللواء “وسام الحسن”، زار زعيم ميليشيا “حزب الله”، حسن نصر الله، ووضعه في أجواء نتائج التحقيقات والوقائع وطلب منه تفسيراً وتوضيحاً لهذه المعطيات، فاستمهله نصر الله 24 ساعة ليجمَعَه مع مسؤول أمني، والذي سارع بدوره إلى تبرير وجود الخلية الأمنية التابعة للحزب في موقع التفجير ومواكبتها السرية لتحركات الحريري، بأنّها كانت تتعقب عملاء الاحتلال الإسرائيل.
وبيّن أنّ أحدَ المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الحريري، تقرّب من الفلسطيني “أحمد أبو عدس”، ثم طلب منه أنْ يرافقه في زيارة خاصة، وذلك قبلَ أسبوعين من جريمة اغتيال الحريري، وهنا اختفى أثرُ أحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط مفبرك يوم الاغتيال.