وفاةُ الشيخِ عدنانِ السقا.. أبرزُ علماءِ وأعلامِ مدينةِ حمصَ والذي حدّدَ موقفَه مبكِّراً من الثورةِ السوريةِ

توفي الشيخ عدنان فهمي السقا، متأثّراً بمضاعفاتِ إصابته بفيروس “كورونا”، وذلك في مكان إقامته بمدينة إسطنبول التركية.

ونعى رئيس “رابطة علماء الشام”، ورئيس “المجلس الإسلامي السوري”، الشيخ “سارية الرفاعي”، عبْرَ صفحته في “فيس بوك” الشيخ السقا.

مصادر مقرَّبة من الشيخ السقا أكَّدت أمس السبت، وفاته، وقالت إنَّه أصيب بفيروس “كورونا” منذ قرابة عشرة أيام، على الرغم من اتخاذه لكافة التدابير الوقائية.

وأضافت المصادر أنَّ الشيخ كان قد التزم منزله منذ بداية انتشار الفيروس في تركيا، لكنَّه أصيب بشكل مفاجئ، في الأيام الماضية.

وتابعت، “ساءت حالةُ الشيخ الصحية في الأيام الأربعة الماضية، ما استدعى نقلَه إلى غرفة العناية المركّزة، حتى توفي اليوم بعد مضاعفات الإصابة”.

ويعتبر السقا من أبرز علماء مدينة حمص “الكبار” وأشهرهم، وكان قد اتّخذَ موقفاً مؤيّداً للثورة السورية، منذ انطلاقتها في عام 2011، واضطر لمغادرة مدينته حمصَ، على خلفية مواقفه المناهضة لنظام الأسد.

وكان من أبرز مواقف الشيخ بيانُ “علماء حمص” وهو على رأسهم، في 9 من نيسان 2011، مع انطلاق الاحتجاجات السلمية ضدَّ نظام الأسد.

وهو بذلك يشكِّل أولَ بيانٍ رسمي تصدره مؤسسة دينية داخل سوريا يتناول الأوضاع حينها.

وتألّف البيان من 15 بنداً، منها اعتبار المواطنة أساس الحقوق والواجبات وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، ونبذُ العنف والطائفية والتمسك بوحدة الأمة، ورفعُ حالة الطوارئ، وكفُّ يدِ الأجهزة الأمنية عن الاحتكاك بالناس وإهانتِهم واستفزازهم، وفتحُ الآفاق أمام الإعلام الحرّ والشفّاف والمنضبط بإطار القيم، واعتبارُ التظاهر السلمي حقًا مشروعًا للمواطنين.

وحدَّد البيان، الذي تلاه خطباء حمص على منابر الجمعة، موقفه من التظاهر بمطالبة حكومة نظام الأسد باحترام هذا الحق الطبيعي.

ولد السقا في مدينة حمص عام 1942، ويحمل الثانوية العامة الفرع العلمي، وكان مؤهلاً لدخول كلية الطب، لكنَّه أحبّ أنْ يدخل كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتخرج منها عام 1966.

حصل السقا على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بنجاب بلاهور في باكستان عام 1995، وكان قد تتلّمذ على عددٍ كبير من المشايخ والدعاة منهم، محمد طيب الأتاسي (مفتي حمص)، الشيخ محمود جنيد، الشيخ محمد الهاشمي، وغيرهم.

ومارس الداعية العمل الدعوي والتربوي والتعليمي في الثانويات العامة والشرعية، والمعاهد الشرعية في عددٍ من مدن العالم الإسلامي.

وفي الأعوام التي سبقت انطلاقة الثورة السورية كان السقا خطيباً ومدرّساً وإماماً في مسجد الهدى في حيّ الأندلس بجدّة قرابة عشرين عاماً.

وبعدها تولّى الخطابة والإمامة في جامع قباء بحمص، وفي جامع النوري الكبير، كما كان خطيباً لسنوات في جامع العنابة ومصطفى باشا والخيرات والباشات وجامع عثمان وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى