يوتيوبر سوريٌّ يثيرُ موجةً من الجدلِ بعدَ توزيعِه مبالغَ ماليةً في مناطقِ سيطرةِ الأسدِ

أثارَ يوتيوبر سوريٌّ بريطاني موجةً واسعةً من الجدل بعد أنْ قام بتوزيع مبالغَ ماليةً على الأهالي في شوارع العاصمةِ دمشق بشكلٍ استفزازي، وتحت أعينِ مخابرات الأسد.

ونشر اليوتيوبرُ من أصول سورية “يوسف قباني” يومَ أمس السبت، تسجيلاً عبرَ صفحتِه على فيس بوك مرفقاً إياه بعبارةٍ: “ساعدتُ الفقراءَ والمحتاجين في سوريا. انصدمتُ من حاجة الناس وردّةِ فعلِهم”.

وخلال التسجيل ظهر القباني بشوارع دمشق محاطاً بحارسين شخصيين ومرتدياً عباءةً وغطاءَ رأس أشبه بملابس رجال الدين الإسلامي.

وتضمّن التسجيلُ مشاهدَ مستفزّة للقباني أثناء توزيعه بشكلٍ شبه عشوائي مغلّفاتٍ تحتوي مبالغ مالية على بعضِ الأشخاص في الشوارع. كما يظهر استجداءَ بعضِ الأهالي له على أملِ منحِهم المالَ.

أحدهم استجدى اليوتيوبر وقال إنَّه ابن عسكري لدى نظام الأسد، كما حاول تقبيلَ قدمِ القباني بعد أنْ أمرَ مرافقه بمنحه ظرفاً بداخله مالٌ. فيما ذكرت إحداهن أنَّ لديها ابناً قُتِل مع قوات الأسد، وأنَّ زوجها بحاجة لعملية قلبٍ.

الغريب أنَّ عمليات الإذلال تلك كانت تحتَ أعينِ أجهزة الأسدِ الأمنيّة التي يتّضح من خلال التسجيل أنَّها أوقفته للحظات قبلَ أنْ تسمحَ له بمواصلة نشاطِه المُهين.

اليوتيوبر وبعد الانتقاداتِ التي طالت فعلتَه، اعترف في تعليق على الفيديو أنَّ توزيعه المالَ باليد كان خطأً كبيراً، وزعم أنَّ الحراسة التي كانت برفقته كانت بهدف حمايته وليست تكبّراً، مؤكّداً أنَّه حصل على موافقة كلِّ من ظهر في الفيديو لعرضِ صورِهم وتسجيلاتهم.

ويعيش معظمُ السوريين في مناطقِ سيطرة نظام الأسد بحالة فقرٍ مُدقِع جرّاءَ الأزمات الاقتصادية الخانقة وتعمُّدُ حكومةُ النظام رفعَ أسعار السلعِ الحيوية والموادِ الأساسية والخدمات.

وكان وكيلُ الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أكّد مؤخّراً أنَّ نسبةَ السوريين الذين يعيشون تحتَ خطِّ الفقرِ تقدّرُ بأكثرَ من 90% من إجمالي سكانِ البلاد، مشيراً إلى أنَّ كثيراً منهم يُضطر إلى اتخاذِ خياراتٍ صعبة للغاية لتغطيةِ نفقاتِهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى