من المستهدفُ من تحريكِ الجيشِ الأمريكي صواريخَ “هيمارس” في سوريا؟
أجرى الجيش الأمريكي مؤخّراً تدريباتٍ عسكرية واسعة على صواريخ “هيمارس” في سوريا، الأمرُ الذي أثار العديدَ من التساؤلات عن الدوافع وراءَ هذه التدريباتِ في هذا التوقيت.
ونشر الحسابُ الرسمي لـ”قوّة المهامِ المشتركة – عملية العزم الصلب” صوراً للتدريبات التي أجرتها القواتُ الأمريكية على استخدام صواريخ من طراز “M142″، لـ”دعم عمليةِ العزم الصلب”.
وتقول مصادرُ عسكرية إنَّ “مهمّة صواريخَ هيمارس هي التعاملُ مع أيّ هدفٍ قد يشكّل مصدرَ خطرٍ على القواعد الأمريكية”، مشيرةً إلى أنَّ “واشنطن تتحضّر كما يبدو لخروج الوضع في سوريا والمنطقة عموماً عن السيطرة، في ظلِّ مخاوفَ من حرب واسعة بدأت مؤشراتُها تظهر بزيادة الغارات الإسرائيلية على سوريا، ويدعم ذلك تركيزُ واشنطن على تدريب القواتِ الموجودة في سوريا على منظومة هيمارس في هذا التوقيت”.
وبحسب المصادر فإنَّ “القوات الأمريكية تستعدُّ لزيادة الهجمات المتفرّقةِ من الميليشيات الإيرانية، خصوصاً مع اقتراب موعدِ تولّي إدارةِ الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطةَ”، مبيّنةً أنَّ “طهران قد ترى في هذا التوقيت فرصةً لتوجيه ضرباتٍ قاسية للقوات الأمريكية في سوريا، بهدف دفعِ ترامب إلى اتّخاذ قرارٍ بسحب قواته منها”.
ويبقى الاحتمالُ الأكبر، وفقاً للمصادر، أنَّ “هذه الاستعداداتِ والتدريبات هي باتجاه الحشد الشعبي العراقي، الذي قد يؤدّي استهدافُه لإشعال المنطقة، بما فيها القواعد الأمريكية”، وِفق موقع “إرم نيوز”.
ويتعلّق “تحريكُ صواريخ هيمارس بتثبيت وتقويةِ أوراق الولايات المتحدة في المنطقة، وتعزيزِ قدراتها على الردع تمهيداً للأيام القادمة”، بحسب المصادر.
ولم تستبعد المصادرُ احتمالَ وجود علاقةٍ بين التدريبات الأمريكية على منظومة “هيمارس” في سوريا بما يجري في أوكرانيا، لافتةً إلى أنَّ “شبحَ حربٍ مفتوحة بات يخيّم على العالم، بعد سماح واشنطن لكييف باستخدام صواريخَ بعيدةِ المدى من طراز (أتاكمز) في حربها ضدَّ روسيا، وبعد ردِّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السريع بتوقيعه مرسومَ العقيدة النووية الروسية، واستخدامِه صواريخَ عابرة للقارات، للمرّة الأولى، ضدَّ أوكرانيا”.
وتأتي التدريباتُ الجديدة على استخدام صواريخ “هيمارس” في وقتٍ تعرّضت فيه القواعدُ الأمريكية في سوريا لهجمات متتاليةٍ خلال الأيام الأخيرة، كان آخرُها هجوم صاروخي استهدف القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل غازِ كونيكو في ريف دير الزور شمالَ شرقي سوريا.
وكانت القواتُ الأمريكية قد أدخلت صواريخَ “هيمارس” إلى سوريا في العام 2017، وتحديداً إلى قاعدة التنف عند المثلث الحدودي السوري – الأردني – العراقي.
وبعد زيادةِ الضربات لقواعد التحالف في شمال شرقي سوريا، نشرت في العام 2023 المنظومةَ في قاعدتي “كونيكو” و”العمر” في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة ميليشيا”قسد”.