الأطفالُ في سجونِ نظامِ الأسدِ.. انتهاكاتٌ مستمرّةٌ.. ومرعبةٌ

أصدرت “منظمة محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان LDHR” أحد أهم تقاريرها تحت عنوان: “لا للشهود الصامتين: الانتهاكات ضدّ الأطفال في مراكز الاعتقال في سوريا”، بالتزامن مع أحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان للعام 2019.

وهذا هو التقرير الرابع لـLDHR في سلسلة تقاريرها حول الاحتجاز في سوريا. ويسلّط هذا التقرير الضوء على الانتهاكات الجنسية والجسدية ضد الأطفال في مراكز الاحتجاز السورية، بناءً على التقييمات التي أجراها الأطباء الخبراء في LDHR.

يستند التقرير على 10 حالات لأطفال و25 تقريراً لشهود عيّان بالغين، ويركّز على الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال أثناء فترة الاحتجاز. ويُظهر التقرير أدلة على ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في أماكن الاحتجاز السورية، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاعتقال التعسفي واحتمال الاختفاء القسري، بالإضافة إلى ذلك كانت الحماية المفروضة للأطفال والمنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل، التي صادقت عليها سوريا غير موجودة تقريباً مع انتهاكات فعلية لجميع أحكام اتفاقية حقوق الطفل المتعلّقة بالأطفال رهن الاعتقال والمعايير الدولية الدنيا للاحتجاز بما في ذلك قواعد مانديلا، وقواعد بانكوك وقواعد هافانا.

من بين عشرة تقارير طبية لـLDHR للناجين الذين كانوا أحداثاً أثناء احتجازهم. كان تسعة منهم قد بلغوا السابعة عشرة من العمر أثناء احتجازهم، وكان أحدهم في سن العاشرة تقريباً.

أربع فتيات تعرّضن للعنف الجنسي، كما تعرّض ثلاثة من كلّ خمسة من الصبية، وأربع من كلّ خمس فتيات للعري القسري.

تسعة من عشر تعرّضوا للعنف الجسدي، تمّ تهديد الفتاة البالغة من العمر 10 سنوات بالإعدام.

تمّ احتجازهم جميعاً مع السجناء البالغين للقسم الأكبر من فترة احتجازهم.

تمّ احتجاز الطفلة البالغة 10 سنوات من العمر لمرتين منفصلتين ولمدّة أسبوع في الحبس الانفرادي.

متوسط مدّة الاحتجاز: 438 يوماً، ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لقاعدة هافانا الثانية والتي تنصّ على أنْ يكون احتجاز الأطفال فقط ملاذاً أخيراً، وأنْ يكون لأقصر مدّة ممكنةٍ.

كانت ظروف الاحتجاز مهدّدة للحياة، حيث كانت تحيط الأمراض والموت بهم من كلّ الجهات.

مثُلَ أربعة منهم فقط أمام محكمة خلال فترة احتجازهم، ولم يمثُلْ أيُّ منهم أمام المحكمة مباشرة بعد اعتقالهم.

لم يكنْ أيٌّ منهم على اتصال مع عائلته خارج المعتقل، كما لم يتصلْ أو يتحدثْ أو يتلقَ أيٌّ منهم أيَّ مساعدة قانونية من أيِّ محام.

وأوضحت المنظمة أنُّه على الرغم من أنّها مجموعة صغيرة من الناجين، إلا أنّ النتائج لا تزال مثيرة للقلق، وقد تساعد على التعامل بشكلٍ أفضلَ مع المحتجزين الأحداث، ما زال 100% من هؤلاء الأحداث يعانون من القلق والخوف واضطرابات النوم والكوابيس. كما أفاد 90٪ منهم بالمعاناة من لقطات استرجاعية، وذكريات اقتحامية متكرّرة، بالإضافة إلى الأثار السلبية على علاقاتهم العائلية، والعواقب الجسدية التي نتجت عن بعض الأحداث التي واجهوها أثناء فترة احتجازهم. كما لوحظت أعراض الاكتئاب عند 80% منهم، والمثير للدهشة هو أنّ 50% منهم أبلغوا عن أفكار أو محاولات انتحارية.

وحثّت المنظّمة على اتخاذ إجراءات سريعة وقويّة من جميع الجهات الفاعلة لحماية ومنع مثل هذه الانتهاكات ضد الأطفال المستمرة في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى