صحيفةٌ أمريكيةٌ: عقوباتُ “قيصرَ” لن تحلَّ المشكلةَ
قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إنّ العقوبات الأمريكية المفروضة على نظام الأسد، بغضّ النظر عن مدى صرامتها لن تساعدَ على جلب الأسد لطاولة المفاوضات، مرجّحة أنْ تزيدَ العقوبات من الأزمة الإنسانية في سوريا، التي تفاقمت مع انهيار الاقتصاد.
ونشرت الصحيفة مقالاً للصحافيين “برانشو فيرما” و”فيفيان يي” قالا فيه إنّ إدارة ترامب بدأت دفعة عقوبات اقتصادية ضدّ سوريا تُعدّ الأكثر صرامة، بهدف إنهاء حكم بشار الأسد وإيقاف “حرب أهلية” ذهب ضحيتُها نصف مليون شخص.
وقال وزير الخارجية، مايك بومبيو، إنّ الإدارة ستنهي الضغط على الأسد وداعميه، عندما يوافق على قرارات الأمم المتحدة التي تؤدّي إلى المفاوضات السلمية ونقلِ السلطة.
ولكنّ خبراء المساعدات الإنسانية ليسوا واثقين من نجاعة الإستراتيجية، ويقولون إنّ العقوبات الاقتصادية وحدها بغضّ النظر عن مدى صرامتها لن تساعدَ على جلب الأسد لطاولة المفاوضات، وستزيد الأزمة الإنسانية في سوريا، التي تفاقمت مع انهيار الاقتصاد.
ويقول الناقدون إنّ إدارة ترامب ستضيع سلطة العقوبات الموسعة التي منحها إياها الكونغرس إنْ لم يصاحبها استخدام للدبلوماسية مع نظام الأسد وحلفائه.
ونقلت الصحيفة عن المدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية، “جون سميث”، قوله إنّ “العقوبات وحدها لن تحلَّ المشكلة”، مشيراً إلى أنّ ما تفعلُه واشنطن في سوريا غيرُ واضح، “عدا عن وضع عددٍ من شخصيات النظام على القائمة التي لا يهمّهم أصلاً إنْ كانوا عليها أو لم يكونوا”.
وأوضح أنّ “الكونغرس خيَّر الشركات حول العالم، بالتعامل مع النظام أو الدولار، وذلك من خلال قانون حماية المدنيين “قيصر”، مشيراً إلى أنّ الشركات التي ترغب في إعادة إعمار سوريا الذي قد يحتاج إلى 250 إلى 400 مليار دولار، تخشى القيام بالعمل في المنطقة، ما سيشكل عائقاً في طريق سوريا نحو التعافي.
وتأتي أخر دفعة من العقوبات مع دخول قانون قيصر لحماية المدنيين والذي وقّع عليه الرئيس ترامب في كانون الأول ، حيز التنفيذ في منتصف حزيران.
ويسمح القانون لأمريكا أنْ تجمد الأصول لأيّ شخص أو شركة تتعامل مع نظام الأسد، بغضّ النظر عن الجنسية. وهو أيضاً يستهدف الاحتلالين الروسي والإيراني، الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد.
ومنذ حزيران تمّ فرضُ عقوبات على 40 شخصيةً بارزة في نظام الأسد بمن فيهم زوجة رأس النظام وابنه الأكبر، وغيرهم من العائلة الممتدة وقيادات قوات الأسد الكبيرة. كما تمّ استهداف رجال الأعمال في قطاع إعادة البناء في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.