الائتلافُ الوطنيُّ يدعو الجامعةَ العربيةَ إلى عقدِ اجتماعٍ طارئٍ … والسببُ؟
دعا الائتلاف الوطني السوري، جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة التهديدات الكبيرة لوحدة وسلامة الأراضي السورية بسبب الممارسات التي تقوم بها ميليشيا “قسد”.
جاء ذلك في رسالة وجّهها رئيس الائتلاف الوطني الدكتور “نصر الحريري”، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط”، بخصوص جرائمِ ميليشيا “قسد” بحقّّ الشعب السوري وقيامها بحملات تهجير قسري وتغيير ديمغرافي.
وأوضح الحريري في رسالته أنّ معاناة المدنيين في محافظات المنطقة الشرقية دير الزور والرقة والحسكة، تزداد وتتفاقم بسبب تسارعِ الأحداث فيها خلال الآونة الأخيرة، مضيفاً أنّ “قسد” تحاول فرضَ واقعٍ انفصالي بقوةِ السلاح في المنطقة.
ولفت إلى أنّ تلك الميليشيا تعتمد سياسات عنصرية ممنهجة عبْرَ فرض مناهج دراسية مؤدلجة تحضُّ على الكراهية، وتحاول سلخَ الأجيال القادمة من عمقها العربي وتاريخها الإسلامي، وتهدّدُ وحدة سوريا وقيمَ شعبها، مؤكّداً أنّ هذا الأمر دفعَ الكثيرَ من الآباء إلى تفضيل مغادرة البلاد إلى دول اللجوء من أجل تعليم أبنائهم، فيما امتنع من بقي عن إرسال أولادهم إلى المدارس.
وأضاف أنّ سلوك “قسد” يترافق مع محاولات الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وشرعنة ذلك بإصدار ما يسمى القانون رقم “7” الذي يسمح بوضع اليد على العقارات والمنقولات، لاستخدامها واستثمارها في ظروف تغييبٍ متعمّدٍ لأصحابها.
ولفت إلى أنّه على الرغم من تجميد العمل بهذا القانون إلا أنّ إصدار القانون واستمرار إدارة أموال الغائبين بعملها، يفضح مخطّطات هذه الميليشيا في تكرار تجربة الاستيلاء على أموال العرب في فلسطين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف “الحريري” أنّ “قسد” تستولي على ثروات المنطقة ومواردها وآبارها النفطية، وتستخدم الأموالَ في شراء العقارات لصالح أذرعها التابعة لجبال قنديل، لتغيير التوازنات الاقتصادية والاجتماعية في سورية.
وأشار إلى أنّها تستغل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي، بالتزامن مع حرْقِ محاصيل الفلاحين في مناطق هذه الميليشيا بشكل متعمّدٍ لعامين متتاليين، ومنعِهم من بيع محاصيلهم في مناطق أخرى، بسعر أفضلَ من السعر الزهيد المفروض عليهم، مشدّداً على أنّها سياسة متعمّدة لإفقار الناس من أجل إذلالهم وتجنيدهم أو تهجيرهم.
وتحدّث الحريري في رسالته حول عمليات الاعتقال والتعذيب الوحشي والإخفاء القسري، وعمليات القمعِ التي تمارسها “قسد” بحقّ المحتجين على سياساتها، وحملات التجنيد الإجباري، موضّحاً أنّ هناك أدلة على تورط هذه الميليشيا في عمليات عدائية إرهابية، تستخدم فيها المفخّخات والمتفجرات بطريقة احترافية وبشكلٍ مستمرٍ وممنهجٍ في المناطقِ المحرّرة شمال سوريا.
وجاء في الرسالة أيضاً, أنّه استناداً إلى قرار جامعة الدول العربية رقم 7572 بتاريخ 12/11/2012، باعتبار الائتلاف الوطني السوري الممثّل الشرعي لتطلعات الشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية، وبناءً على قرارها رقم 7595 بتاريخ 6/3/2013 بدعوة الائتلاف إلى شغلِ مقعدِ سورية في جامعة الدول العربية، طالب الحريري بالدعوة إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لمناقشة الموضوع ومعالجة آثاره السلبية، ودعوة الائتلاف الوطني إلى حضورِ الاجتماع لإحاطة الجامعة بتفاصيل وحيثيات القضية.
وأكّد على ضرورة قطعِ جامعة الدول العربية، كافة الصلات بميليشيا “قسد”، واعتبارها تهديداً للأمن القومي العربي، وطالب بإصدار بيان عاجل من الأمين العام يتضامن مع مطالب الائتلاف الوطني ويدين ممارسات “قسد”.