وفاةُ وزيرِ الخارجيةِ والمغتربينَ في حكومةِ الأسدِ، وليدَ المعلمِ بعدَ معاناتِه مع مرضِ السرطانِ….
نعتْ حكومة الأسد صباح اليوم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عن عمر يناهز ٧٩ عاماً، بعد معاناته مع ورم سرطان بالمعدة وذلك الذي تمّ الكشف عنه منذ اسبوعين وبعد متابعة حالته الصحية وإعطائه الجرعات الكيمائية استقرت حالته، ليعودَ يوم الخميس الماضي للمستشفى وبحالة التهاب أمعاء بقي يوماً في المستشفى وتخرّج يوم الجمعة.
صباح اليوم في تمام الساعة 2:30 تمّ نقلٌه لمستشفى الشامي في العاصمة دمشق وحالته الصحية متعبة جداً وعجز الأطباء عن تقديم أيِّ مساعدة له.
برز المعلم مع تصاعد تطوّرات الثورة السورية بوصفه واجهة لنظام الأسد، وسعى عبْرَ مؤتمراته الصحفية وتصريحاته المختلفة للدفاع عن رأي الأسد ونظامه، وعمِلَ على التقليل من شأن ما تشهده بلاده من ثورة شعبية وربطه بما اعتبرها مؤامرة تستهدف سوريا بسبب موقفها الممانع تجاه القضية الفلسطينية.
وانتقل المعلم عبْرَ مختلف مناصب المسؤولية في الخارجية السورية التي التحق بها بداية من سنة 1964، وذلك عقبَ حصوله على بكالوريوس اقتصاد من جامعة القاهرة في 1963.
كما عمل مبعوثاً لنظام الأسد في تنزانيا والسعودية وإسبانيا وإنجلترا، قبل أنْ يتولّى بداية من سنة 1975 منصب سفير سوريا في رومانيا، ثم عاد إلى دمشق لتولّي بعض المسؤوليات في وزارة الخارجية، إلى أنْ عُيّنَ سنة 1990 سفيراً بالولايات المتحدة الأميركية إلى غاية 1999.
وقام المعلم خلال تلك الفترة بدور أساسي انطلاقاً من مرحلة ما بعد مؤتمر السلام في مدريد، وصولاً إلى اجتماعات وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي في وقتها إيهود باراك في عام 1999.
ومع بداية الألفية الجديدة عيّن رأس النظام بشار الأسد، وليد المعلم معاوناً لوزير الخارجية، ثم نائباً لوزير الخارجية في 2005، وكانت مسؤولياته نائباً لوزير الخارجية تشمل العلاقات مع لبنان، وقام بالعديد من الزيارات إلى بيروت قبل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والذي كان من نتائجه انسحابُ القوات السورية من لبنان.
تولّى المعلم يوم 11 أبريل/نيسان 2006 منصب وزارة الخارجية، وساهم في ربط علاقات جديدة مع عددٍ من الحكومات الغربية، قبل أنْ تعود العلاقات إلى التأزّم مع بداية الثورة السورية عام 2011 والقمع الذي واجهها بها الأسد.
وخلال الثورة السورية، كان المعلم واجهة الأسد الإعلامية والسياسية، وأطل عبْرَ عددٍ من المؤتمرات الصحفية التي سعى من خلالها لتبنّي وتسويق رواية الأسد عن مختلف الأحداث التي تعيشها بلاده، وبرز بتصريحات غريبة مثل حديثه عن تناسي وجود أوروبا من الخارطة، وتحدّث في إطلالة له من طهران عن “حرب كونية” على سوريا.
وأدرِج المعلم، ضمن لائحة الشخصيات السورية التي تخضع لعقوبات أميركية، والتي يمنع التعامل المالي معها ويتمّ حجزُ أموالها الموجودة في المصارف الأميركية أو على الأراضي الأميركية، وهو مشمول بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على أبرز رموز نظام الأسد والتي تنصُّ على تجميد الأصول وحظرِ السفر إلى بلدان الاتحاد.