لمواجهةِ الضغوطِ الاقتصاديةِ المتزايدةِ.. روسيا تحرّكُ ملفَّ إعادةِ اللاجئينَ السوريينَ
يعملُ الاحتلالُ الروسي على الإمساكِ بورقة إعادةِ اللاجئين السوريين إلى بلادهم والتي يعتبرُها من أوراق الحلِّ في سوريا، ويريد استغلاها لفكِّ عزلةِ نظام الأسد لإدراكه ضرورةَ التنسيق الأممي في هذا الجانب.
وبحسب مركز “الإمارات للدراسات السياسية” فإنَّ الاحتلال الروسي يسعى إلى استخدام ملفِّ عودة اللاجئين السوريين من أجلّ الضغط على الأوروبيين والأمريكيين من أجل قبولِ الدخول بمرحلة إعادة الإعمار، وعزلِها عن متطلبِ اكتمال الحلِّ السياسي وفقَ القرار الدولي 2254، وعلى نحوٍ يمكّنه من سحبِ أموالٍ تحت هذه اليافطة لرفدِ اقتصاد حكومة نظام الأسد المُتداعية.
وفي دراسة أعدّها المركز قال إنّ الاحتلال الروسي يواجه ضغوطاً اقتصادية جرّاء استمرار دعمه لنظام الأسد دونَ وجود أطراف دولية مساندةٍ لها، ما يجعل تحريكُه لملفّ عودة اللاجئين بمثابة رسالةٍ إلى واشنطن وبروكسل، تكشفُ استعدادَه التقاربَ معهما عبرَ بوابة اللاجئين السوريين.
ويرى المركز أنَّ رفضَ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المساهمةَ في عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحربُ في سوريا قد لا يستمر طويلاً، إذا ما أبدى الاحتلالُ الروسي خطوات جديّة أكثر من أجل إنجاح مسار العملية السياسية في هذا البلد.
وفي هذا الصدد، يعمل الاحتلالُ الروسي على تكرار تجربةِ مؤتمر اللاجئين الذي فشلَ في نسخته الأولى في دمشق مؤخّراً، وعينُه على لبنان لإنجاح النسخة الجديدة وكسرِ جمود المشاركة الدولية سيما أنّه سيكون خارج مناطق نفوذ نظام الأسد مما يزيل الحرجَ عن بعض الأطراف للمشاركة وزيادة الزخم.