الأممُ المتحدةُ: وقفُ إطلاقِ النارِ في سوريا “صامدٌ نوعاً ما”
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، أنَّ اتفاق وقفِ إطلاق النار في سوريا “صامدٌ نوعاً ما”، معرِباً في الوقت ذاته عن أنَّ الوضع “بعيدٌ كلَّ البعدِ عن الكمال”.
جاء ذلك خلال فعالية افتراضية بمناسبة الذكرى السنوية الـ 75 لأوّلِ اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة, أضاف الأمين العام خلالها “وعلى العكس لا نزال نسير ببطء باتجاه حلٍّ سياسي”.
وعن دعوته إلى وقفٍ عالمي لإطلاق النار العام الماضي, كشف “غوتيريش” قائلاً “أمران صعبان رئيسان يعيقان طريقنا نحو السلام ووقفَ إطلاق النار في العالم”.
وبحسب الأمين العام فإنَّ الأمر الأول يتعلق بـ”انعدام الثقة”، الذي “يقف عائقاً أمام اجتماعِ الناس والتوصلِ لاتفاقيات ووقفِ الصراع”، أما الأمر الثاني، فيرتبط بـ”المفسدين”، إذ تبدو “معظم الصراعات التي لدينا داخلية، ولكن ثمّةَ الكثير من الدول التي تتدخل وتعقّد الأمور”.
وتوصلت تركيا مع الاحتلال الروسي إلى اتفاق لوقفِ إطلاق النار في شمال غربي سوريا، في الخامس من آذار الماضي، إلا أنَّ نظام الأسد وداعميه الاحتلالين الروسي والإيراني مستمرون بخرقِ هذا الاتفاق.
حيث وثّق “الدفاع المدني السوري” استشهاد 118 مدنياً، بقصفِ قوات الأسد والاحتلال الروسي منذ توقيعِ الاتفاق وحتى نهاية العام الماضي.
وشدّدَ “غويتيرش” على الحاجة إلى التأكّد من “أنّنا قادرون على وضعِ حدٍّ لمثل هذا التدخل من الدول التي تقوّض إمكانية اجتماع الأشخاص المنخرطين في صراعٍ داخل دولتهم”.
ولهذا السبب رأى المسؤول الأممي أنَّه من الضروري أنَّ يتّحدَ مجلس الأمن ومن المهم أنْ تقدّر القوى الكبرى على تجاوز خلافاتها القائمة والعمل معاً لفرض نظام لضمان ألا يكونَ هناك إفلاتٌ من العقاب كما نرى اليوم، وضمان أنْ يفهمَ الناس والمفسدون ضرورةَ وقف تقويض إمكانية إحلال السلام.
وأكَّد غوتيريش على الحاجة إلى “مجلس أمنٍ قويٍّ يقدر على اتخاذ قرارات وعلى تنفيذها”.
وفي وقتٍ سابق، أكّد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، أنّه “بحاجة إلى دعمٍ قويٍّ وصوتٍ واحد من مجلس الأمن الدولي للمضي قدُماً في العملية السياسية بسوريا”, محذّراً من تداعيات “وجود خمسة جيوش أجنبية تنشط حالياً في سوريا، ولا يزال البلد ساحةً للمعارك، مع تداعيات محتملة على المنطقة”.