نصرُ الحريري:العمليةُ السياسيةُ بالنسبةِ لنظامِ الأسدِ وسيلةٌ لإضاعةِ الوقتِ
عقدَ رئيسُ الائتلاف الوطني السوري الدكتور “نصرُ الحريري” في مقرِّ الائتلاف في مدينة إعزاز بريف حلب، مؤتمراً صحفيّاً افتراضياً مع اتحاد الصحفيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة (آكانو).
كان المؤتمر للحديث عن الأوضاع الإنسانية في ظلٍّ انتشار فيروس كورونا، وتكرارِ العمليات الإرهابية بحقِّ المدنيين، وأهمية إطلاق سراح المعتقلين وإظهار مصير المختفين قسرياً، إضافةً إلى نتائج الدورة الخامسة للجنة الدستورية المخيّبة للآمال.
وصرّح الحريري خلال المؤتمر بأنَّ نظام الأسد لم يقدِّمْ أيَّ خطوة جادّة نحو الحلِّ السياسي على مختلف مستوياته، وأنَّ العملية السياسية بالنسبة لنظام الأسد هي مجردُ وسيلة لإضاعة الوقت ريثما يتمكَّن من فرضِ نفسه على المجتمع الدولي من جديد عبْرَ عملياته العسكرية الدموية ضدَّ المدنيين.
وأشار الحريري إلى أنَّ وفدَ هيئة التفاوض السورية انخرط بكلِّ جدّية وإيجابية في أعمال الدورة الخامسة للجنة الدستورية السورية، لكن ممثلي نظام الأسد لا يملكون من أمرِهم شيئاً، فهم مجردُ دمى تحرّكُها أجهزةُ الأمن، وهم غير قادرين على التحرّك خارج الإملاءات التي وصلتهم.
و أكّد الحريري أنَّ الخيار العملي المتوفّر يأتي من خلال توظيف المادة 21 من القرار 2118 والمتعلّقة بفرض تدابير عملية ضدَّ نظام الأسد بموجب الفصل السابع
ونوَّه “الحريري” إلى أنَّ تعطيل نظام الأسد، وإيجابيةَ وفد هيئة التفاوض، هو رسالة للمجتمع الدولي، مفادُها بأنَّ الملفَّ بوضعه الحالي لا يمكن أنْ يتقدّمَ أيَّ خطوةٍ نحو الأمام، مؤكِّداً على أنًّ الملفَّ وصل إلى نهاية المطاف.
كما طالب “الحريري” الدولَ الفاعلة في الملفِّ السوري، بتفعيل المادة بالشكل المناسب لضمان تطبيق الحلِّ السياسي المستند للقرار 2254 وفق آلية ومراقبة دولية صارمة تتضافر فيها الجهود الأمريكية والأوروبية والعربية والتركية دون أنْ تتركَ أيَّ فرصةٍ للنظام للتلاعب والتعطيل.
ووصف “الحريري” أنَّه لا أملَ في أيِّ عملية سياسية ناجحة ما لم يتغيّرْ الموقف الدولي، ويضعْ إستراتيجية متكاملة تشمل كلَّ جوانب الأزمة، وأهمُّها وقفُ جرائم نظام الأسد وإطلاقٌ سراح المعتقلين وضمانُ انتقالٍ سياسي وفقاً لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2118 و2254 ووفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 262/67 الذي ينصُّ على تشكيل هيئة حكم انتقالي تشمل سلطات الحكومة والرئاسة.
أشار الحريري للأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، مشدّداً على أنَّ نظام الأسد هو المتسبّب في ذلك، حيث يواصل المماطلة في الحلِّ السياسي، ويهدرُ أموال البلاد في العمليات العسكرية
وقدّم الحريري شرحاً حول الوضع الإنساني في الشمال السوري، ومخيم الركبان، إضافة إلى العمل الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقّتة للتصدّي واحتواء فيروس كورونا.
وأكّد الحريري إلى الدور الكارثي لإيران وميليشياتها الطائفية في سورية والمنطقة، إضافة إلى الجرائم التي ترتكبها ميليشيات “PYD” وعناصر تنظيم “PKK” الإرهابي بحقِّ المدنيين شرقَ الفرات، وشدّدَ على أنَّ خروج كافة الميليشيات والجماعات الإرهابية من البلاد، أحدٌ أهم ركائز الحلِّ السياسي لإعادة الأمن والاستقرار.