“مسوّدةٌ أميركيةٌ” لاتفاقٍ سوريٍّ ـ إسرائيلي في 2011: استعادةُ الجولانِ مقابلَ التخلّي عن إيرانَ
كشف الدبلوماسي الأمربكي السابق، “فريدريك هوف”، أنَّ نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي، كانا على وشكِ التوصّل إلى اتفاق قبلَ عشر سنوات بفضل وساطة أمريكية.
و”فريدريك هوف” سفير سابق، يحاضر في كلية بارد في نيويورك، وكان وسيطًا سياسياً بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي من عام 2009 حتى آذار 2011.
وعمل مستشاراً لدى وزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتقال السياسي في سوريا حتى أيلول من عام 2012، وله كتاب قيدَ النشر حالياً حول وساطات السلام بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ما نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” لـ”هوف”، أمس الأحد، فإنَّ الوسيط الأمريكي صاغ مسودته للاتفاق وتضمّنت قطعَ نظام الأسد العلاقات العسكرية مع الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبناني، مقابلَ استعادة مرتفعات الجولان السورية المحتلة من إسرائيل، حتى خط 4 من حزيران 1967.
أكّد هوف، الذي عمل مبعوثًا دبلوماسياً سابقاً إلى سوريا، أنَّ الدبلوماسية الأمريكية بلغت نقطةً حاسمة وواعدة في جهودها لتحقيق السلام بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي.
وصرّح آنذاك رأس نظام الأسد أنَّه يعتزم قطعَ العلاقات العسكرية مع الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله”وحركة “حماس”، مع تحييد جميعِ التهديدات الناشئة من سوريا والموجّهة ضدَ الاحتلال الإسرائيلي، مقابل أنْ يلتزم الأخير بإعادة جميع الأراضي حتى خط 1967.
وبحسب الدبلوماسي الأمريكي وافق رأسُ نظام الأسد على الالتزام على تلك التعهّدات كلًّها خلال اجتماع استغرق 50 دقيقة.
بعد مرور أيام من إبلاغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بالتزامات رأس نظام الأسد المشروطة، أقرَّ بجدية جهود الوساطة، ووجًّه الأوامر إلى فريقه باستكمال المعاهدة، استنادًا إلى مشروع المسودة الأميركية.
لكن بعدَ أسبوعين، وبرغم التقدُّم في العميلة، بدأت تلك الفرصة تضيع عندما فتحت قوات الأسد النار على المتظاهرين، التي أثببت بعد أسابيع أنَّ رأس النظام لا يملك الحقَّ في الحديث باسم كامل السوريين، بحسب الدبلوماسي فريدريك هوف.
وقال الدبلوماسي الأمريكي في مقالته، إنَّ تدمير نظام الأسد والاحتلالين الروسي والإيراني لسوريا كان لا معنى له على الإطلاق، مضيفًا، أنَّ رأس نظام الأسد الذي يفترض التزامه باستعادة الأراضي المحتلة من إسرائيل في مقابل ترتيب الاستراتيجية السياسية السورية، أطاح بكلِّ شيء، لأجل مواصلته، رفقة حاشيته، امتصاص ما تبقى من الدماء السورية لتغذية المنافع الشخصية المجردة.
ويرى “هوف” أنَّ رأس النظام يمكن أنْ يكون قد تعمَّد اللجوء إلى العنف بهدف إلغاء التزامات السلام المشروطة من الوساطة الأمريكية الجدّية.
وهناك احتمال آخر، بجسب الدبلوماسي، بأنَّ قادة الأمن طلبوا من رأس النظام توجيه الأوامر بالعنف ضدَّ السكان، أو أنَّه وجه الأوامر من تلقاء نفسه، إثر خشيته أنْ يوصف بالرئيس الضعيف في مواجهة شعبه.
ومع ذلك، فإنَّ فكرة تفضيل رأس نظام الأسد لحالة “اللاعنف” بصفة خاصة تبدو متناقضة تمامًا مع تصرفاته الواضحة منذ ذلك الحين، إذ سمح باستخدام الأسلحة الكيماوية العسكرية ضدَّ المدنيين، بما في ذلك الأطفال منهم.
ولا يوجد تعليق سوري رسمي من نظام الأسد على هذه المفاوضات، إذ يلتزم النظام بالسرية الكاملة على مباحثات من هذا النوع.
في أيلول 2019، كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، عن رسالة “سلام” مع الاحتلال الإسرائيلي كتبها رأسُ نظام الأسد، عام 2010 إلى الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما”.
وجاء في مذكّرات كيري، أنَّ راس النظام وافق على السلام مقابل استعادة هضبة الجولان المحتلة.
وذكر “كيري” في المذكّرات، التي نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنَّه عرض الرسالة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، الذي “فوجئ” بأنَّ رأس النظام قدَّم تنازلات أكبرَ مقارنة مع المفاوضات السابقة.