صحيفةُ العربِ: روسيا تتعاملُ مع الملفِّ السوري بعقليةِ الاتحادِ السوفييتي
تتعامل روسيا مع الملفّ السوري وفقَ عقلية الاتحاد السوفييتي، حيث تدعم موسكو النظام الأقلّوي السوري مباشرةً من جهة، وتشجّعُ إيران على تكثيف وجودها في تلك المنطقة من جهة أخرى، بحسب مقالٍ في صحيفة “العرب” اللندنية.
وتساءل كاتب المقال، “خير الله خير الله”، عن سبب “عدمِ اكتراث روسيا أنَّ نظام الأسد مرفوضٌ من شعبه وأنَّه لا مستقبل له”.
مضيفاً أنَّه “لا تفسيرَ لمثل هذا الرفض الروسي على الرغم من مضي أكثرَ من عشر سنوات على اندلاع الثورة الشعبية على النظام القائم الذي يرفض أنْ يكون السوري أكثرَ من عبدٍ لديه”.
ويشير “خير الله”، إلى أنَّ روسيا ترفض التعلّمَ من تجارب الاتحاد السوفييتي، إذ لو كان لنظام الأسد أيُّ مستقبلٍ من أيّّ نوعٍ، لكانت كلُّ من بولندا وألمانيا الشرقية ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا لا تزال بمثابةِ “جرمٍ يدور في الفلك السوفيتي”.
وأوضح، أنَّ ما يطرحه الروس فيما يتعلّق بمستقبل الجنوب السوري، يصبُ في خدمة مشروعٍ يستهدف إحداثَ “تغيير ديموغرافي دائمٍ في تلك المنطقة السنيّة- الدرزية الحيوية”، التي لديها امتدادٌ طبيعي مع الأردن وحتّى مع جنوب لبنان.
وأشار الكاتب إلى أنَّ وجود الميليشيات الإيرانية على حدود الأردن “يسهّل تهريبَ كلِّ أنواع البضائع، بما في ذلك المخدّرات إلى دول الخليج العربي”.
واعتبر “خير الله” أنَّ الموقف الروسي من تلك المنطقة الحساسة يبدو غريباً إلى أبعدِ الحدود، خاصةً أنَّه سبق لموسكو أنْ تعهّدت بمنع إيران من إيجاد مواقع عسكرية دائمة في الجنوب السوري في مقابل الحدِّ من الهجمات الإسرائيلية على أهداف محدّدة في محيط دمشق.
وأضاف، “ليس الموضوع موضوعَ حماية إسرائيل بمقدار ما أنَّه مرتبط بخلق واقعٍ جديد على الأرض لا يهدّد مستقبلَ سوريا، هذا إذا كان لها مستقبلٌ فحسب، بل يهدّد الأردن ولبنان أيضاً”.
وأشار إلى أن روسيا تتصرف بالطريقة ذاتها منذ الاتحاد السوفيتي، وفق مقاله بصحيفة “العرب”.