لماذا لم يتمَّ تعيينُ مبعوثاً خاصاً لسوريا؟
أثار عدم تعيين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مبعوثاً خاصاً لسوريا قلقاً في أوساط المعارضة السورية، إذ اكتفت بتسمية الدبلوماسي إيثان غولدريتش مسؤولاً عن التواصل بما يخصُّ الملفُّ السوري إلى جانب الشرق الأوسط.
وبحسب صحيفة المدن التي نقلت عن مصادر تأكيدها أنَّ غولدريتش لا يعرف له أيّ مواقف معلنة حيالَ الوضع في سوريا، وأنَّ إحاطته بالملفّ السوري ضعيفة جداً، وتجزم بأنَّ إدارته لهذا الملفّ ستكون بيروقراطية، حيث سيلتزم بالتوجيهات الصادرة عن البيت الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ المعارضة السورية تنظر بقلق لأيّ خطوة تقدم عليها الإدارة الأميركية بخصوص الملفّ السوري.
وبحسب الكاتب أيمن عبدالنور “الملف السوري لا يُعدّ ملفّاً سياسياً فقط، بل له تشعبات عسكرية واقتصادية وأمنيّة، وبذلك يتّضح أنَّ علاقات غولدريتش مع البنتاغون، هي التي رشّحته لتولّي هذا المنصب”.
وأضاف” أنَّ متابعة وزارة الخارجية الأميركية للملفّ السوري، إلى جانب وزارة الخزانة الأميركية (، إضافةً لوزارة الدفاع والمخابرات نظراً لوجود قوات أميركية في سوريا، حتّمت على إدارة بايدن وضع شخصية رفيعة المستوى وعلى دراية وخبرة كبيرة، أي غولدريتش، للتنسيق بين كلّ هذه الأجهزة والمؤسسات.
من جهته قال الباحث بالشأن الأمريكي عبد الرحمن السراج: “يسود اعتقاد لدى أوساط سورية معارضة بأنَّ دور غولدريتش سيكون هامشياً في الملف السوري، وستقتصر مهمته الأساسية على إصلاح العلاقة مع الأردن، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، ومتابعة الوضع في لبنان”.
ويرى أنَّ أولوية إدارة بايدن الخارجية عموماً إصلاح العلاقات مع الدول الحليفة والشريكة، وهذا سيكون على رأس أجندة غولدريتش.
وأكّد “ما نعرفه هو استمرار الوجود في شمال شرق البلاد وفي قاعدة التنف، ودعوات متفرّقة إلى حلّ سياسي في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأشار السراج: “يمكن الاستدلال على جمود السياسة الأميركية في سوريا من خلال جمود المفاوضات مع إيران التي هي مفتاح السياسة الأميركية في المنطقة، بحيث قرّرت إدارة باراك أوباما أخذ الاتفاق مقابلَ الانسحاب من كلّّ ملفّات المنطقة لصالح إيران، فيما فعلتْ إدارة ترامب العكس”.