المتحدّثُ باسمِ الحكومةِ الدنماركيةِ يؤكّدُ عزمَ بلادِه على إعادةِ قسمٍ من اللاجئينَ إلى سوريا
قال المتحدّثِ باسمِ الحكومة الدنماركية في قضايا الهجرةِ راسموس ستوكلوند، إنَّ الحكومة الدنماركية، ثابتةٌ في موقفها من إمكانية إعادةِ بعضِ اللاجئين السوريين إلى بلادهم، رغمَ الانتقادات الحقوقية والتأكيداتِ الدولية بأنَّ الوضعَ في سوريا غيرُ آمنٍ وليس مناسباً لعودةِ اللاجئين.
ونقلت وكالةُ الصحافة الفرنسية، عن المتحدّثِ قوله: “إنْ لم تكن ملاحقاً شخصياً.. لا توجد أعمالٌ مرتبطة بالحرب في دمشق منذ سنواتٍ… ولهذا السبب يمكنُ للبعض العودةُ”، حيث يعيش نحو 36 ألفَ لاجئ سوري في الدنمارك، وصل أكثرُ من نصفهم عام 2015، وفقَ الإحصائيات الرسمية.
وسحبت السلطاتُ الدنماركية، الإقامات المؤقّتةَ من مئات اللاجئين السوريين المنحدرين من دمشق وريفها، وباتوا حالياً محرومينَ من جميع الحقوق، ولكن لا يمكن ترحيلُهم لأنَّ كوبنهاغن لا تقيم علاقات دبلوماسية مع النظام، وإنَّما نُقل بعضُهم إلى مراكز احتجاز.
كان قال موقع وكالة “أورونيوز”، إنَّ عائلات سورية في الدنمارك تواجه خطرَ الشتات العائلي بعد قرارِ الحكومة الدنماركية حرمانَ مئات السوريين من وضعِ اللجوء، لافتاً إلى أنَّ قرارَ السلطات الدنماركية يطال حتى الآن أكثرَ من 200 سوري بعد خضوعِ وضعِهم لإعادة تقييم.
واعتبرت “الرابطةُ السورية لكرامة المواطن” في مراسلات مع حكومةِ الدنمارك، أنَّ قرارَ كوبنهاغن سحبَ الحماية من اللاجئين السوريين القادمين من دمشق وريفِها يشكّل خرقاً للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والحماية التي تكفلها المفوضيةُ السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للعائدين والموقف الرسمي للمفوضيةِ الأوروبية.
بدورهم، اعتبر محامون وحقوقيون غربيون، يستعدّون لمقاضاة الحكومة الدنماركية بالمحكمةِ الأوروبية لحقوق الإنسان، أنَّ محاولة الدنمارك لإعادة مئاتِ السوريين إلى دمشق بعد اعتبار المدينة آمنة “ستشكّل سابقة خطيرة” للدول الأخرى لفعلِ الشيء نفسه.
ويُقدّم مكتبُ المحاماة الدولي “غيرنيكا 37” في لندن مساعدةً مجانية وميسورةَ التكلفة في قضايا العدالة وحقوق الإنسان، ويتعامل مع محامي طالبي اللجوء والأسرِ المتضرّرة في الدنمارك لمجابهة سياسةِ الحكومة، بموجب اتفاقية جنيف التي تمنعُ “الإعادة القسرية” للاجئين إلى بلادهم(…) ويُذكر أنَّ الأمم المتحدة ودولاً أخرى لا تعتبر دمشقَ مدينةً آمنة.
وأصدرت منظمةُ العفو الدولية، تقريراً جديداً حمل عنواناً “أنت ذاهب إلى موتك”، ندّدت فيه بتعرّضِ العشرات من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا لأشكال عدّةٍ من الانتهاكات على أيدي قواتِ الأمن التابعة للنظام، بينها الاعتقالُ التعسفي والتعذيبُ وحتى الاغتصابُ، الذي طال “طفلةً بعمرِ خمسِ سنوات”.
وناشدت المنظمةُ في تقريرِها، الدولَ الغربية التي تستضيف لاجئين سوريين ألا تفرضَ عليهم العودةَ “القسرية” إلى بلدهم، منبّهةً إلى أنَّ سوريا ليست مكاناً آمناً لترحيلِ اللاجئين إليها، ولفتتْ إلى توثيق “انتهاكات مروّعة” ارتكبتها قواتُ الأمن التابعة للنظام بحق 66 لاجئاً بينهم 13 طفلاً عادوا إلى سوريا منذ العام 2017 حتى ربيع العام الحالي، من دول عدّة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدودِ السورية – الأردنية.
وسبق أنْ قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إنَّ البيئة الحالية في سوريا غيرُ ملائمة لعودة اللاجئين، وذلك خلال جولةٍ أجرتْها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن،
وأوضحت غرينفيلد للصحافيين خلال جولةٍ في المخيم الذي يأوي نحو 80 ألفَ لاجئ سوري إنَّه “لا شكَّ في أنَّ البيئة الحالية في سوريا ليست مواتيةً للعودة”، ولفتت إلى أنَّ “هدفَ اللاجئين النهائي هو العودةُ إلى ديارهم… أعلم أنَّ هذا هو هدفُهم النهائي ما سمعته اليوم هو أنٍَ الناس لا يزالون خائفينَ من الأوضاع في سوريا وأنَّهم غيرُ مستعدّينَ للعودةِ”.