تضرّرُ مخيّماتِ النازحينَ في الشمالِ السوري المحرَّرِ إثرَ العاصفةِ المطريةِ
شهدتْ مناطقُ شمال غربي سوريا أمطاراً غزيرةً بدأت صباحَ أمس الأربعاء 8 كانون الأول، وامتدّت حتى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل وتعرّضت بعضُ المخيّمات للغرقِ بفعل السيول والأمطار، وفقاً لما أكّده “الدفاعُ المدني السوري”، الذي قامتْ فرقُه بفتح سواقٍ وقنواتٍ لتصريف مياه الأمطار بعيداً عن المخيّمات.
وتعرّضتْ العشراتُ من خيامِ النازحين ضمن تجمّعات المخيّمات المنتشرةِ في مناطق شمال غرب سوريا للغرقِ أو الانهيارِ خلال الـ24 ساعة الماضية، جرّاءَ العاصفة المطرية الشديدة التي ضربتْ المنطقةَ، في مشهد يتكرّرُ مع دخولِ كلِّ فصلِ شتاءٍ جديدٍ في المنطقة.
فريقُ “منسّقو استجابة سوريا” أكَّد أنَّ الآلاف من المدنيين النازحين قضوا ليلتَهم السابقة في مخيّمات النزوح التي تفتقر إلى أدنى مقوّماتِ الحياة الإنسانية، مع غيابِ أيّ نوعٍ من الحلول لمقاومة فصلِ الشتاء، وخاصةً مع عودة الأضرار داخلَ المخيّمات نتيجةَ هطولاتٍ مطرية جديدة في المنطقة.
مشيراً إلى أنَّ أكثرَ من مليون ونصف مدنيٍّ مقيمينَ في المخيّمات أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتِهم اليومية، مع ارتفاعٍ كبيرٍ ومستمرٍّ في أسعار المواد الغذائية ومواد التدفئة، مع عجزٍ واضح وفجواتٍ كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المُقدّمة من قِبل المنظمات الإنسانية.
وشدّد الفريق على أنَّ بقاءَ مئات الآلاف من المدنيين في مخيّماتٍ لايمكنُ تشبيهُها إلا بالعراء والأماكنِ المفتوحة في انتظار حلول إنسانية أو سياسية ترضي نظامَ الأسد والاحتلالَ الروسي أصبحت غيرَ مقبولة ولا بديلَ عنها إلا بعودة النازحين والمهجّرين قسراً إلى مدنِهم وقراهم من جديد.
وحثَّ “منسّقو الاستجابة”، المجتمعَ الدولي والمنظّمات الإنسانية العملَ على تخفيف معاناة النازحين والعملَ على إيقافها من خلال زيادة وتيرةِ العمليات الإنسانية في المنطقة والعمل على إيجاد حلولٍ جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدّة منذ أكثرَ من عشرِ سنوات وحتى الآن.
ويتكرّر مشهدُ غرقِ وانهيار خيامِ النازحين في المناطق المحرَّرة شمالَ غرب سوريا مع دخول كلِّ فصلِ شتاءٍ جديد أو حتى مع كلِّ تساقطٍ غزير للأمطار والثلوج يضربُ المنطقة وتقفُ المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية عاجزةً عن تأمين احتياجاتِ المتضرّرين الأمر الذي يزيد من معاناتهم.