هاشتاغ #أنا_إدلب يكتسح حسابات المعارضين لنظام الأسد وصولاً إلى مناطق سيطرته
أطلق العديد من الناشطين السوريين المعارضين لنظام الأسد قبل عدّة أيام حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للتضامن مع المدنيين في الشمال السوري المحرّر، وإعلان موقف واضح تجاه ما تتعرّض له المنطقة من قصف يومي من طيران الأسد وطيران الاحتلال الروسي.
حيث بدأت الحملة عبر هاشتاغ (أنا إدلب)، والذي تفاعل عن طريقه آلاف السوريين في الداخل ودول اللجوء مع الحملة التي شهدت بشكلٍ لافت مشاركة السوريين من المناطق التي تسيطر عليها حتى قوات الأسد .
وقال أحد المشاركين فيها: “لأنّها الملجأ الأخير لملايين النازحين، ولأنّ الحملة تستهدف التهجير المباشر بمسح بلدات كاملة بالقصف الكثيف العشوائي، إدلب موطن ومجتمع المخذولين الأخير، وبلوغ الحملة مرادها يعني فاجعة إنسانية، أنا إدلب”.
حيث تقوم الحملة التي أطلقتها مبادرة “لسا موجود” على أسلوب تفاعلي محدّد يشترط تصوير مقطع فيديو أو كتابة نص تضامني في راحة اليد، تتم مشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان قد وجْه فريق “لسا موجود” عبر صفحة المبادرة في موقع فيسبوك دعوة لكلّ الناس كي يشاركوا في الحملة من أجل التضامن مع المدنيين الذين يتعرّضون لحملة قصف همجية، معتبرين أنّ ذلك أقل الواجب تجاه أولئك المدنيين الثائرين ضد نظام الأسد المجرم.
وقال مشارك آخر في الحملة في رسالةٍ وجّهها عبر مقطع فيديو على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك: “لازم نساوي أيّ شي، نصوّر حالنا، ونعبّر عن تضامننا مع الناس بإدلب، لهيك أناإدلب”.
فيما شارك عشرات السوريين من العاصمة دمشق من خلال رسائل وجّهوها عبر الكتابة في راحة اليد، طالبوا فيها بوقف عمليات القتل الممنهج التي تمارسها قوات الأسد في إدلب، وأبدوا تضامنهم مع المدنيين في الشمال السوري.
وخلال ساعات من بدء الحملة ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات المشاركين وصور التضامن، والتي تطوّرت لتكتب أو تقرأ بلغات مختلفة.
وقال أحد المشاركين في الحملة أيضاً: “الصوت يجب أن يصل، سنظّل نحاول حتى يرضخ الجميع إلى وقف القصف، خيبات السنوات السابقة، وعدم وجود فاعلية للأنشطة المدنية، لا تعني أن نتوقف، لأنّ النظام يريد ذلك، يريد لنا أن نصمت عن كلّ شيء، حتى عن القتل”.
وكانت قوات الأسد قد شنّت غارات جوية عنيفة على ريفي إدلب وحماة، بالتزامن مع تقدم بريّ، وذلك منذ 26 نيسان الماضي، حيث وثْقت جهات حقوقية استشهاد ما لا يقل عن 120 مدنياً منذ بدء الحملة العسكرية، وجرح حوالى 500 آخرين، كما تسبْبت الحملة بنزوح أكثر من 250 ألف مدني عن منازلهم، علماً أنّ الشمال المحرّر كان قد تحوّل إلى ملجأ كبير لملايين السوريين الذين نزحوا من مناطقهم السورية المختلفة خلال سنوات الثورة الماضية.