وفاةُ رجلٍ بانهيارِ مبنىً… إيرانُ تسعى للسيطرةِ على مدينةِ داريا بحجّةِ المقدّساتِ الدينيّةِ
توفي رجلٌ وطفلُه بانهيار مبنى سكني مؤلّفٍ من أربعة طوابق في مدينة داريا، كان تعرّض لقصفٍ سابق من قِبل ميليشيات الأسد ولم يكن ذلك الانهيارُ الأول من نوعِه بالمدينة فقد سبقه حوادثُ مماثلة بالسنوات الثلاث السابقة في ظلِّ غيابٍ كامل للخدمات وتعمّد عدمَ إزالة الأنقاض من قِبل مجلس البلدية التابع لحكومة الأسد.
وسائل إعلام موالية، قالت إنَّ المبنى المؤلف من أربعة طوابقَ انهار في شارع الوحدة بمدينة داريا وكان يوجد بداخله الأب محمود الحصان وابنه جميل محمود الحصان حيث توفيا على الفورِ تحت الأنقاضِ وجُرح عددٌ من المارة.
موقع اورينت نت نقلَ تصريحَ، مصطفى الشربجي من أهالي مدينة داريا ، إنَّه بعد ثلاثة أعوام من سماحِ حكومة الأسد لعددٍ محدودِ من الأهالي للعودة لبيوتهم في أحياء المدينة المهدّمة، بات من الواضح أنَّ هناك نيّةً مبيّتة لتهجير القاطنين من جديد وذلك من خلال إهمالِ القيام بأيِّ خدمات في المدينة وعدمِ وصل شبكات المياه أو خطوطِ الكهرباء وعدمِ وصول وسائلِ المواصلات للمدينة.
الشربجي أوضح أنَّه لا يخفى على أحدٍ وجودُ نوايا إيرانية مبيّتة للاستيلاء على مدينة داريا الواقعةِ بقرب مطارِ المزّة العسكرية بذريعة وجود مقامِ السيدة سكينة بنت الحسين وهي مزاعمُ تروّجها الميليشيات الإيرانية، وقام عددٌ من مسؤولي الحرس الثوري بعدّة زيارات للمدينة ولمقام السيدة سكينة بالتحديد وذلك لإثارةِ النعراتِ الطائفية وحثّ عناصرِ الميليشيات التابعة لهم للدفاع عن “مقدّسات آل البيت “على حدِّ زعمهم.
الناشط “عصام أورفلي ” المنحذر من مدينة داريا قال إنَّ؛ الأرقام التي تطرحها حكومةُ الأسد عن العائلات التي عادت إلى مدينة داريا واستقرّت فيها لا تتجاوز عشراتُ الأشخاص ضمن خطّة العودةِ التي تنتهجها الميليشيا إذ تفرض مخابراتُ الأسد على من يريد العودةَ وجودَ أوراق ثبوتية، والحصولَ على موافقات من جهة الأمن الوطني والفرقة الرابعة”.
وأوضح أورفلي “كلُّ ذلك يظهر زيفَ رواية ميليشيا أسد بعودة الآلاف من أهالي المدينة، كما أنَّ الواقع الخدمي في داريا لا يسمحُ بعودة السكان في ظلِّ غيابِ الكهرباء والماء والمواصلات، وما انهيارُ البناءِ الأخير وغيرِه إلا دليلٌ واضح على ذلك، وما يقوم به نظامُ الأسدِ هو مجردُ ترويج رخيصٍ بأنَّه أعاد الناس إلى منازلهم ليحصل على دعمِ المنظمات والجهات الدولية”.
و يلزم النظامُ على العائدين الحصولَ على الموافقات الأمنية، يضاف إلى ذلك أنَّ حواجزَ الفرقة الرابعة المتمركزة على مداخل المدينة فرضتْ مبالغَ مالية تراوحت بين ثلاثة آلاف ليرة و5 آلاف ليرة سورية على العائدين إلى المدينة من أصحاب الموافقات.
الميليشياتُ الإيرانية تسعى بشكلٍ كبيرٍ للسيطرة على مدينة داريا إلى جانب ميليشيا الأسد بحجّة وجودِ مقام السيدة سكينة والذي لم يكن معروفاً قبل عام 2003.
الجديرُ ذكرُه أنَّ المقام تعرّضَ لدمار كبير بسبب المعارك وقصفِ نظام الأسد وبعد السيطرةِ على المدينة بدأت الوفودُ الشيعية بزيارة المقام لإعادة ترميمِه واتخاذِه ذريعةً لمدِّ نفوذهم بالمدينة.
يُذكر أنَّ مدينة داريا كانت تضمُّ قبل الثورة السورية قرابة 350 ألفَ نسمة، وتعرّضت لقصفٍ وحصارٍ على مدى خمس سنوات، قبل خروج الآلاف من المدينة إلى الشمالِ السوري المحرَّر في الشهر السابع من عام 2016 بعد اتفاقِ التهجير برعاية الأمم المتحدة