مسؤولٌ تركيٌّ معارضٌ: اثنانِ من الحاصلينَ على الجنسيةِ التركيّةِ أصبحوا مسؤولينَ لدى نظامِ الأسدِ
كشف خالدُ خوجة الرئيسُ الأسبق للائتلاف السوري المعارض والمسؤولُ بحزب “المستقبل” التركي المعارض، عن ترشّح سوريين حاصلين على الجنسية التركية لانتخابات برلمان نظامِ الأسد التي أجراها قبل عامين وحصول أحدهما على مقعدٍ في المجلس.
وكان خوجة قد أجرى لقاءً مع “إندبندنت التركية” تطرّق فيه إلى ملفّ عودة اللاجئين السوريين وكيف أنَّ البعضَ منهم يعود إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
وقال خوجة في اللقاء إنَّ هناك شخصين حصلا على الجنسية التركية وصارا عضوين في برلمان الأسد عقبَ الانتخابات النيابية التي جرت مؤخّراً في سوريا.
وحول عودة اللاجئين من دول الجوار، أضاف خوجة أنَّ الأسد يكرّر حديثه بشكل مستمرٍّ عن المجتمع المتجانس الذي أنشأه في دولته الصغيرة، والذي يذكّرنا تماماً بألمانيا النازية.
وأوضح أنَّ الأسد لا يريد أنْ يصبحَ “المجتمع المتجانس غيرَ متجانس”، لكنّه بذات الوقت لا يملك مشاكلَ مع أولئك الذين لا يشكّلون خطراً عليه أو أولئك من غيرِ المعارضين له والذين لجؤوا إلى دول الجوار، لذلك ليس لديه مشكلةٌ في عودتهم.
ولفت خوجة إلى أنّه “هناك أناسٌ حصلوا على الجنسية التركية ثم أصبحوا نوّاباً في سوريا”، مضيفاً أنَّ هناك قسماً من الأشخاص يستقلّون طائرة من أيّ مطار في تركيا ويتوجهون إلى دمشق عبر بيروت، إذ إنّه ليس لديهم مشاكلُ مع النظام.
وتابع: “حتى إنَّ هناك من هم مؤيدون تماماً للنظام. وهناك أيضاً من جاء إلى هنا وحصل على الجنسية التركية ثم شارك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سوريا وأصبح عضواً في البرلمان”.
ورغم أنَّ نظامَ الأسد يعتبر اللاجئين خونةً وعملاءَ للخارج خاصة أولئك الذين لجؤوا إلى تركيا، إلا أنَّه كان من اللافت تهاونها مع ترشّح شخصين سوريين حصلا على الجنسية التركية للانتخابات البرلمانية.
ولم يكشف خوجة للصحيفة أسماء السوريَّين اللذين ترشّحا لبرلمان الأسد إلا أنَّنا استطعنا معرفتهما من خلال التواصل معه بشكلّ مباشر، وفي هذا الصدد، قال خوجة في تصريح لموقع أورينت نت إنَّ أحدَ الأسماء هو من مدينة دوما بريف دمشق ويُدعى عامر خيتي.
أما الاسم الآخر فهو “عدنان نقشبندي” الذي ترشّح لعضوية مجلس الشعب عن مدينة حلب الفئة (ب) لكنّه لم ينجح في الانتخابات.
ولفت خوجة إلى أنَّ “نقشبندي” كان لاجئاً في مدينة “مرسين” التركية وحصل فيها على الجنسية الاستثنائية التركية التي تُمنح للاجئين السوريين ثم عاد إلى سوريا بعد ذلك.
وبيّنَ أنَّ الأخير ينحدر من مدينة الباب بريف حلب، ومعروف بمواقفه الموالية لقوات الأسد، وكان قد قدِم إلى تركيا قبلَ عدّةِ سنوات حيث مكثَ فيها وعمل بصنعة والده “محمد نقشبندي” والذي كان يملكُ متجراً لبيع الحديد بمنطقة “الشيخ خضر” بحلب.
ووفق خوجة عاد النقشبندي بعد ذلك لزيارة مدينة حلب عدّة مراتٍ قبل أنْ يستقرَّ فيها ويرشّح نفسَه لانتخابات مجلس الشعب التي جرت مؤخّراً.
ويحصل الأجانب بما فيهم السوريون على الجنسية الاستثنائية التركية بعد تحقيقهم معايير محدّدة وفق القانون التركي، وفي آخر تحديثٍ عليها تمرُّ مراحل حصول الأجانب على الجنسية عبرَ 8 مراحل بدءاً من التقديم وصولاً إلى التسجيل.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنَّه فيما يخصُّ الناخبين السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والذين يبلغ عددُهم حالياً 120 ألفاً، موضحاً أنَّ بلاده جنّست قرابة 211 ألف، 91 ألفاً منهم من الأطفال والقصّر، والباقي 120 ألفاً، 60 ألفً رجلٍ و55 ألفَ امرأةٍ.