الرهاناتُ العربيةُ على نظامِ الأسدِ تصطدمُ بالعقباتِ
يصطدم القرار العربي المتعلّقُ بنظام الأسد، والرهانات العربية على إمكانيّة التزامِه باشتراطات الجامعة العربية لشغلِ مقعدِ سوريا في الجامعة، بالعديد من العقبات.
أولى هذه العقبات، هي استمرارُ تهريب المخدّرات وانتقالُها لمرحلة جديدة باستخدام الطائرات المسيّرةِ، وِفق ما نقله موقعُ الحرّةِ عن الخبير الأمني الأردني، عمر رداد.
وتساءل ردادُ، هل نظام الأسد يسهّل هذا التهريب، أم أنَّه غيرُ قادر على ضبط الميليشيات والجهات التي تقف خلفَ عمليات التهريب؟.
أما العقبة الثانية، وِفق الخبير الأمني، وهي أنَّ نظام الأسد لا يزال يتعامل مع القرار العربي، أنَّه ومحور المقاومة حقّقوا انتصاراً، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن التنازلاتِ التي يمكن أنْ يقدّمَها النظام.
وأشار رداد إلى أنَّ الأردن ومعه الدولُ العربية يبذلون جهوداً في انتزاع مواقفَ من نظام الأسد، لافتاً إلى أنَّ النظام ليس بوارد تقديم تنازلاتٍ في ملفِّ عودة اللاجئين السوريين وتهريب المخدّرات والعلاقة مع إيران وميليشياتها، لاسيما حزبِ الله.
وأكّد أنَّ مستقبلَ المشروع العربي سيبقى رهناً بما يمكن أنْ يُقدمَ عليه نظام الأسد من قرارات تجاه إعادة اللاجئين والتسويةِ السياسية والعلاقة مع إيران وروسيا.
من جانبه، اعتبر مديرُ قسم سوريا في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، أنَّ المبادرةَ الأردنيّة لإعادة إشراكِ نظام الأسد المشروط في المحيط العربي لم تبدأ بداية واعدةً، مدللاً على ذلك بأنَّ الأمم المتحدة أعلنت عن استطلاعاتها السنوية للاجئين في البلدان المجاورة، ووجدت أنَّ 1% من اللاجئين السوريين قد يفكّرون بالعودة إلى المناطق التي يسيطر عليها نظامُ الأسد.
وأشار ليستر أيضاً إلى أنَّ عملياتِ تهريب الكبتاغون المصنّعة في مرافق نظام الأسد استمرّت بعد الترحيب بعودة النظام إلى الجامعة العربية، كذلك صعّدت قواتُ الأسد أعمالَ القتل في شمال غربي سوريا منذ اجتماعِ القمّة العربية في جدة.
بدوره، اعتبر الكاتب والناشطُ السياسي السوري، حافظ قرقور، أنَّ الجميع، عربياً ودولياً بات يدرك أنَّ نظامَ الأسد أصبح خبيراً في إضاعة الوقت واللعبِ على الألفاظ والتعريفات والحقائق، ويعتقد أنَّ النظامَ ليس حرّاً في قرارِه، وأنَّ ما يجري من مفاوضات تقف فيها إيران في الخلفية.
وأضاف قرقور، أنَّ نظام الأسد يأخذ المبادرات من زاوية المكاسب، ويهتمُّ فقط بماله ومصالحه والمقومات التي سيحصل عليها، بعيداً عن مصالح الشعبِ السوري، مبيّناً أنَّ العرب أمام حائطٍ مسدود، وأنَّ النظامَ عقبةٌ أمام كلِّ المبادرات، وهو يساوم بكم سيبيع ملفَّ اللاجئين، وبكم سيبيع الشعب السوري، وبدون التلويح بعصا ما، لن يقدّمَ النظامُ أيَّ شيء.