أثارتْ مخاوفَ أهالي السويداءِ .. وثيقةٌ “مشبوهةٌ” مجهولةُ المصدرِ تدعو لإثارةِ الفتنةِ وهدرِ الدماءِ

تداولت صفحاتٌ إعلاميّةٌ محليّة في السويداء جنوبي سوريا وثيقةً وصِفت بـ”المشبوهة”، تدعو لإثارة الفتنة وهدرِ الدماء بمزاعم محاربة الفساد والمجرمين بعيداً عن القانون والقضاء.

الأمرُ الذي أثار حفيظةَ الأهالي، موجّهين الاتهامَ لنظام الأسد وأفرعِه الأمنيّةِ بالوقوف وراء تلك الوثيقة لإغراق المحافظةِ بمزيد من الفلتان الأمني والصراع الدموي.

الوثيقةُ التي نشرتها شبكة “السويداء 24” المحلية، حملت اسم “وثيقةُ عهدٍ وميثاقُ شرفٍ”، لكنَّها تحملُ اسم الجهة التي أصدرتها، تمَّ خلالها دعوة عائلات السويداء للتوقيع عليها وتفويض “الجهات المختصّة” (الأفرع الأمنيّة) لهدر دماء المفسدين من عصابات القتل والسرقة والسطو المسلّح تحت عنوان “قتيلُ العارِ لا ديةَ ولا ثأرَ”.

وذكرت الشبكة، أنَّ الوثيقة انبثقت عن اجتماع بعضِ الوجهاء في مقامِ عين الزمان منتصفَ الشهر الحالي، وانطلقت من “رفعِ المظالم ولترسيخ القيم النبيلة ودرءِ استفحال الجريمة واتساعِ رقعتها وتراخي ضعاف النفوس في مكافحتها، ولمؤازرة القانونِ والسلطة القضائيّة، ومنعاً لتضييع الوقتِ وهدر الحقوق ووقوع الفتنة”.

وتدعو الوثيقةُ في مضمونها إلى هدر دماء كلِّ من يثبت تورّطُه في عمليات القتل والسطو المسلّح بعيداً عن سلطة القضاء وفي محاولة لتأجيجِ الصراع الدموي في السويداء، في وقت تعاني المحافظة من ارتفاع معدّلِ الفلتان الأمني والجريمة المنظّمة والمدعومة من نظام الأسد وميليشياته.

غير أنَّ أصحاب تلك الدعوة “المشبوهة” فوّضوا أفرعَ نظام الأسد الأمنيّة بتنفيذ أقصى العقوبات وتنفيذ عمليات القتل بأصحاب الشبهات والمجرمين، في حين أنَّ الورقة لم تحمل توقيعَ أيِّ جهةٍ رسمية ولا شعبية قادرةٍ على تحمّلِ تبعاتها.

وترى “السويداء24” أنَّ تلك الورقة “تعتبر اجتراراً للكثير من الأوراقِ والبيانات الصادرة عن المشايخ والوجهاء المطالبةِ بتدخّلِ نظام الأسد في وضعِ حدّ للعصابات في السويداء، التي يرتبط معظمُها في الأصل بالأجهزة الأمنيّة ويعملون بغطاء منها. وتصل حدُّ رعونة بعضِهم في المطالبة بتدخل قوات الأسد”.