الألغامُ والذخائرُ غيرُ المنفجرةِ…إرثٌ قاتلٌ يلاحقُ السوريينَ
لا يقتصر خطرُ القصف والهجمات العسكرية على الأثر المباشرِ من قتلٍ وتدميرٍ للبنية التحتية والمنازل، لكنْ هناك مخاطرُ أخرى كبيرة، هي إرثٌ ثقيل يمتد لسنوات ويلاحق المدنيين، وآلافُ الذخائر التي تقصف بها المدن والأراضي الزراعية لا تنفجر وتبقى بين المنازل والأراضي الزراعية محتفظةً بقدرتها على القتل.
وأكّد “الدفاعُ المدني السوري” أنَّ إعداداً كبيرة من الذخائر غيرِ المنفجرة والألغام لا تزال موجودةً بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمةً عن قصف ممنهج لقوات الأسد والاحتلال الروسي استمرَّ على مدى سنوات ومايزال حتى الآن.
وأشار “الدفاع المدني” إلى أنَّ هذه الذخائر ستبقى قابلةً للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمةٍ، موضّحاً أنَّه مع وجودها وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائرُ لفترة طويلة حتى في حال انتهاء الحرب.
وبيّن أنَّ جهوده تتركّز على التعامل مع هذا الواقع المؤلم والحفاظ على أرواح المدنيين، عبرَ إزالة تلك الذخائر و توعيةِ المدنيين من خطرها، وإنَّ الأعمال المتعلّقة بالألغام وإزالةِ الذخائر غيرِ المنفجرة هي استثمار في الإنسانية، فهي تساعد في رعاية المجتمعات وإعادة إحيائها، وتمكينِ النازحين داخلياً للعودة إلى منازلهم، والأطفالِ من الوصول لمدارسهم و أماكن لعبهم بأمان.
ولفت إلى أنّه استجاب خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022 لـ 20 انفجاراً لمخلْفات الحرب خلّفت 15 قتيلاً بينهم 8 أطفالٍ، فيما أصيب 27 شخصاً، مبيّناً أنَّ هذه الأرقام لحوادث استجابت لها فرقُه فقط.
وسجّلت سوريا الحصيلة الأعلى في العالم خلال عام 2020 بعددِ الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا بسبب الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب، بحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملةِ الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC).
ووثّق التقرير مقتلَ وإصابةَ “2729” شخصاً في سوريا أغلبهم كانوا مدنيين، ونصفُهم من الأطفال، من أصل “7073” قتلوا أو أصيبوا في العالم في عام 2020.
وأشار التقرير إلى أنَّ حصيلة الضحايا التي سجّلها في سوريا هي الأعلى في عام واحدٍ منذ أن بدأ المرصدُ بمراقبة حصيلة ضحايا الألغام في عام 1999.