الدفاعُ المدنيُّ: القتلُ والتهجيرُ متلازمانِ من حلبَ إلى إدلبَ
تصاعدت وتيرةُ الهجمات التي تشنّها قواتُ الأسد وروسيا وميليشياتٌ موالية لهم على شمال غربي سوريا منذ أيامٍ، مع استمرار سقوط ضحاياها من المدنيين، وأدّى هذا التصعيد لنزوح مئات العائلات في ريف إدلب وحلبَ بما ينذر بكارثة جديدةٍ تفاقم مأساة السوريين، وِفقَ الدفاع المدني السوري.
وقال الدفاع المدني في تقريرٍ اليوم الثلاثاء، إنَّ طفلةً استُشهدت وأصيبتْ شقيقتُها بجروح، بقصفٍ صاروخي لقوات الأسد، أمس الاثنين، استهدف خيمةً تقطنها عائلةُ الطفلتين، في أرض زراعية على أطراف مدينة سرمين شرقي إدلب، كما أصيب طفلٌ ورجلٌ بجروح، بقصف صاروخي استهدف الأحياءَ السكنية في مدينة قباسين في ريف حلب الشرقي، مصدرُه مناطقُ السيطرة المشتركة لقوات الأسد وميليشيا “قسدٍ”.
وأضافت الخوذ البيضاء أنَّ قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب شهدت يومَ الأحد قصفاً عنيفاً، تركّز على قرى وبلدات الحلونجي، الدابس، المزعلة، تلّ الهوى بالقرب عرب حسن في ريف حلب الشرقي والأتارب، والسحارة وكفرتعال وتديل في ريف حلب الغربي، فيما تركّز القصفُ على بلدات الرامي، آفس، سرمين، بليون وكنصفرة وكفرعويد في ريف إدلبَ الجنوبي والشرقي.
كما استُشهد 3 مدنيين، أحدُهم رضيعٌ، وأصيب 13 آخرون بينهم 7 أطفالٍ و3 نساءٍ، بتصعيد الهجمات الإرهابية على المدنيين في شمال غربي سوريا، السبت 2 أيلول، من قِبل قوات الأسد وروسيا وميليشيات مواليةٍ لهم.
ويومَ الجمعة، استُشهد 5 أطفالٍ، وأصيب 6 أطفالٍ وامرأةٌ ورجلٌ بجروح، (جميعُهم من عائلة واحدة)، في مجزرة جرّاءَ قصفٍ مدفعي مصدرُه مناطق سيطرة مشتركة لقوات الأسد و”قسد”، استهدفَ قرية المحسنلي في ريف جرابلس شرقي حلب.
وأكّد الدفاع المدني على أنَّ حملاتِ القصف العنيف والمتواصل من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهما، شكّلتْ خوفاً لدى المدنيين من استمرار الهجمات وفرضِ مزيدٍ من تقييد حركتِهم خاصةً مع دخول عامٍ دراسي جديد واستهدافِ قوات الأسد المستمرّ للمدارسَ والطرقات المؤدية إليها.
وأوضح أنَّ القرى والبلدات التي تتعرّض للقصف بريفي حلب وإدلب شهدت حركةَ نزوحٍ كبيرة للمدنيين جرّاء القصف المكثّفِ والمستمرّ منذ عدّةِ أيام، فيما لاتزال الكثيرُ من العائلات في منازلها، في ظلّ فقدان أيّ ملاذٍ آمن يحميهم من القصف الممنهج الذي يستهدفهم، ويضطّرهم للبقاء في المنطقة لجني محاصيلهم الزراعية التي تشكّل مصدر رزقهم الوحيد.
ووثّق الدفاعُ المدني خلالَ الأيام الأولى من شهر تموز الجاري 60 هجوماً في ريفي حلب وإدلب، وأدّت هذه الهجماتُ لاستشهاد 8 مدنيين وإصابة 23 مدنياً بجروح بعضُها خطرة مع حالة رعبٍ وخوف لدى المدنيين من استمرار القصف وموجات النزوح هرباً من الموت.
كما أشارت الخوذ البيضاء إلى أنَّ فرقها استجابت منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم الأحد 27 آب، لـ 491 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، راح ضحيةَ هذه الهجمات 55 شخصاً بينهم 9 أطفالٍ و5 نساءٍ، وأصيب على إثرَها 225 شخصاً بينهم 78 طفلاً و32 امرأة.
واعتبر الدفاع المدني أنَّ هذه الهجماتِ الإرهابية التي تستهدف المدنَ والبلدات والمدارس في شمال غربي سوريا تهدّد استقرارَ المدنيين في المنطقة وهي سياسةٌ ممنهجة تهدف لنشر الرعبِ بين المدنيين الآمنين ومنعِهم من عيش حياتهم الطبيعية، مطالباً المجتمعَ الدولي بوضع حدٍّ لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحقِّ السوريين، ومحاسبتهم عليها.
وشدّد على أنَّ التصعيد على شمال غربي سوريا، يهدّد حياةَ أكثرَ من 4 ملايين مدني، بينهم أكثرُ من مليوني مهجّرٍ قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحدِّ الأدنى من مقومات الحياة، في ظلِّ أزمة إنسانية غيرِ مسبوقة ومنع عودة المهجّرين إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية للعمل بها وتأمينِ قوت يومهم.