
العفو الدوليةُ: يجبُ على السلطاتِ اللبنانيةِ وقْفُ عملياتِ ترحيلِ اللاجئين السوريين فوراً
أعلنتْ منظمة العفو الدولية، أمسِ الثلاثاء 27 آب 2019، أنّ السلطاتِ اللبنانية رحّلت “قسراً” نحو 2500 من اللاجئين السوريين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، داعيةً إلى وقْفٍ فوري لعمليات الترحيل.
وذكرت وكالةُ الأنباء الفرنسية أنّ المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، الذي يُبقي قراراته سريّة، فوّضَ في نيسان 2019، جهازَ الأمن العام اللبناني ترحيلَ كلِّ سوري يدخل بطريقة غيرِ شرعية إلى البلاد.
وتنفيذاً للقرار، رحّل الأمن اللبناني بين 13 أيار والتاسع من أب 2447 سورياً “قسراً” إلى بلادهم، وفق ما نقلتْ العفو الدولية عن رسالة رسمية وُجّهت إليها من الأمن العام ووزارة شؤون رئاسة الجمهورية.
وقالت مديرة أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة “لين معلوف” في بيانٍ “نحثّ السلطات اللبنانية على وقفِ عمليات الترحيل على وجه السرعة والمجلس الأعلى للدفاع على إلغاء قراره ذي الصلة”.
وأضافت “معلوف”: “إن أي محاولات لإعادة اللاجئين قسراً تشكل انتهاكاً واضحاً لالتزامات لبنان مبدأ عدم الإعادة القسرية”.
وحذرت من المخاطر التي قد يتعرض لها اللاجئون في حال عودتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك لأنه لا يُسمح لهيئات مراقبة مستقلة بالوصول إلى مناطق سيطرة نظام الأسد ، بما في ذلك لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، من أجل تقييم الوضع الأمني المرتبط بالعودة الآمنة للاجئين.
واعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرٍ لها منتصف الشهر الجاري، أن نظام الأسد ما زال يشكل تهديداً “عنيفاً بربرياً” على حياة اللاجئين في حال قرروا العودة إلى بلادهم، حيث وثّقت اختفاء 638 لاجئاً، ومقتل 15 تحت التعذيب، معظمهم عاد من لبنان.
وأكدت الشبكة في تقريرها أنها وثقت ما لا يقل عن 1916 حالة اعتقال على يد النظام للاجئين العائدين منذ عام 2014 إلى منتصف الشهر الحالي، من ضمنهم 219 طفلاً و157 سيدة، ثم أفرج عن 1132 حالة، وبقيت 784 حالة اعتقال، تحول 638 منها إلى حالة إخفاء قسري، كما جرى التحقق من مقتل 15 حالة بسبب التعذيب.
وينظم الأمن العام اللبناني عمليات عودة جماعية، يصفها بأنها “طوعية”، تمّت بموجبها إعادة أكثر من 325 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق بياناته. لكن منظمات إنسانية ترجّح أن عدد العائدين أقل بكثير، وتتحدث عن توثيق حالات ترحيل “قسرية”.
وفي أيار الماضي، نددت خمس منظمات حقوقية بينها “هيومن رايتس ووتش” بترحيل لبنان 16 سورياً على الأقل من مطار بيروت خلال يوم واحد بعد إجراءات “موجزة”، رغم أن عدداً منهم مسجلون كلاجئين وأبدوا خشيتهم من إعادتهم إلى بلادهم.
وتجمع منظمات دولية وحقوقية على أن الظروف في مناطق سيطرة نظام الأسد غير مهيأة لاستقبال الهاربين العائدين، في ظل تقارير عن اعتقالات وسوق للتجنيد الإلزامي، عدا عن الوضع الاقتصادي المتدهور ودمار البنى التحتية.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان, 926717 لاجئاً مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و31000 لاجئ فلسطيني من سوريا مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”. وبالإضافة إليهم، تقول الحكومة اللبنانية أن حوالي 550000 سوري غير مسجلين يعيشون في لبنان.
ويواجه اللاجئون السوريون في لبنان ضغوطاً متزايدة، بينها إرغام لاجئين على هدم غرف أسمنت بنوها لتحلّ مكان خيم كانوا يقيمون فيها، أو حظر التجول في بعض المناطق أو صعوبات في الحصول على إجازات عمل أو إقامة قانونية.