باحثٌ سعوديٌّ: واهمٌ من يتوقّعُ أنْ يحصلَ على شيءٍ من نظامِ الأسدِ
قال باحث سعودي في تعليقه على تعثّر التطبيع العربي مع نظام الأسد، “إنَّه من غيرِ الطبيعي توقّعُ أيِّ شيءٍ من النظام، ومن يتوقّع من هذا النظام أيَّ جانبٍ إيجابي أو تأثير إيجابي أو محاولة إحداثِ فارقٍ فهو واهمٌ، لأنَّ النظامَ اليوم ليس كما قبل 2010، ولن يعودَ في المدى القريب، إذا عاد”.
وخلال حديثِه عن المبادرة العربية والتطبيع السعودي مع نظام الأسد، أوضحَ اللواءُ السعودي المتقاعدُ والباحثُ في الدراسات الاستراتيجية والأمنيّة عبد الله بن غانم القحطاني، أنَّ المملكة العربية السعودية لا تتعاملُ مع الفرعيات، بل مع الاستراتيجية العامةِ للمنطقة، بما فيها الملفُّ السوري، إذ تسعى الرياضُ للوصول إلى الحدِّ الأدنى لتهيئة المنطقة للبناء.
ولفت القحطاني إلى أنَّه “ليس هناك على ما يبدو أيُّ حلٍّ سوى محاولةِ بدءِ الخطوة الأولى، والطريق طويل جدًا، لإعادة تأهيل هذا النظام لما بعدَه، فالمسألة لا تتعلّقُ بعائلة الأسد، بل بتاريخ سوريا وإنسانها، ولا شيء سيستمرُّ كما هو”، وِفق موقع “عنب بلدي”.
واعتبر القحطاني مشاركةَ نظام الأسد في لقاءاتٍ عربيّةٍ طبيعيًا في الوقت الراهن، لكنْ من غير الطبيعي توقّعُ أيِّ شيءٍ من هذا النظام.
وأشار إلى أنَّ نظامَ الأسد لا يسيطر اليوم على الدولة السورية، وفاقدُ الشيء لا يعطيه، وملفُّ المخدّرات يفوق قدرةَ النظام على إيقافه، لأنّه لا يسيطر على الأرض، ومن يسيطر على دمشق ويحمي النظامَ هو إيران.
ولفت القحطاني إلى أنَّ كلَّ المحاولاتِ السياسية العربية لتخليصِ السوريين من الإرهاب والميليشيات غيرُ قابلةٍ للتطبيق حاليًا، فلا يمكن للضعيف أنْ يخرجَ القويَ، وحكومة نظام الأسد هي الحلقة الأضعف على الأرض.
كما اعتبر المحاولاتِ العربية محاولةً للخطوة الأولى أو ما قبلها لمرحلة مقبلةٍ ليست قريبة، وكلُّ ما ذكرته “المبادرةُ الأردنية” يستحيل على نظام الأسد تطبيقَه أو إنجازَ أيِّ جزءٍ منه حتى لو تدريجيًا، فالنظامُ يرى العلاقةَ مع إيران استراتيجية، ومع العرب شكلية.
كذلك أشار القحطاني إلى أنَّ هناك اتجاهاً حقيقيّاً يعبّر عنه ما يجري على الأرض بقيادةِ أطرافٍ إقليمية ودولية وميليشيات كثيرة تقود المشهدَ في سوريا، والغائبُ الحاضرُ هو نظام الأسد، لأنًَ النظامَ سلّم سوريا إلى هذه القوى وجلبَ إيران والروس وفتحَ بابَ الذرائع لتدخّلِ أطرافٍ أخرى، وأطلقَ أيدي الميليشيات، ولن يستطيعَ تحقيقَ خروقات بهذا الإطار حتى لو مورست عليه أقوى الضغوط، أو قُدّمِت له أهمُّ الإغراءات.