موقعٌ غربيٌّ: التدخلُ التركيُّ في إدلبَ نجحَ في تهدئةِ الأوضاعِ نسبياً
اعتبر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، خطواتُ تركيا في الشمال السوري، ناجحةٌ نسبياً في خفض التصعيد، كونُها أوقفت مؤقّتاً إجرام نظام الأسد وروسيا.
وأضاف الموقع في مقال للكاتب رانج علاء الدين، أنّ التدخّلَ التركي أعاد لأنقرة مصداقيتها ودورها كطرف رئيسي في المنطقة، في الوقت الذي تتسابق فيه إيران وروسيا والولايات المتحدة على بسط نفوذها.
وأوضح رانج أنّ اتفاق وقفِ إطلاق النار بين أنقرة وموسكو، الداعم الرئيسي لرأس النظام بشار الأسد، أعطى سكان إدلب استراحة كانوا بحاجة لها.
كلّ ذلك في وقت كان فيه نظام الأسد وحلفاؤه قريبين من السيطرة على إدلب وارتكاب مجازر مروّعة بحقّ سكانها البالغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة، وفق الموقع.
وأضاف رانج أنّ سقوط إدلب كان سيزيد من أزمة اللاجئين الكارثية في تركيا، حيث استقبلت ملايين السوريين الذين فرّوا من الصراع الذي دام تسع سنوات، إلا أنّها تفتقر إلى البنية التحتية التي بإمكانها استيعاب موجة أخرى من السوريين.
وحول نجاح الاتفاق أو فشله، علق رانج أنّ الوقت فقط هو من يحدّد ذلك، لكنّ منعَ سقوط إدلب في يد النظام، هو أهم أهداف تركيا، حسب قوله.
ولفت الكاتب إلى وجود فرصة لتركيا وأمريكا لاستخدام الزخم الناتج عن الاتفاق بتطوير إستراتيجية طويلة الأمد تتضمّن عنصر ضغط (وردع) بالأسلوب ذاته الذي قامت به كلٌّ من روسيا وإيران في دعم الأسد.
وذكر رانج أنّ تركيا والولايات المتحدة افترقتا بشكل متزايد نتيجة لاعتماد أمريكا على وحدات حماية الشعب الكردية، وفشل واشنطن في تهدئة المخاوف التركية المتعلقة بالأمن القومي.
ويرى الكاتب أنّ المصالح التركية الأمريكية المشتركة في سوريا، قد توفّر دافعاً لحوار إستراتيجي طويلِ الأمد، بهدف إيجاد إطار مستدام لإدارة الخلافات في المستقبل المباشر.
وحذّر رانج من أنّ استمرار الخلافات بين أنقرة وواشنطن، سيبقيهما تحت القيود التي جعلت منافسيهما يمتلكون ميزة تنافسية، لكنّ الغرب قد يضغط إلى جانب أنقرة في صراع قد يولّد فرصاً غيرَ متوقّعة لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقة.