ميليشياتُ “قسد” تجري مناوراتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ استعداداً للعمليةِ العسكريةِ التركيةِ المرتقبةِ
عقبَ التهديداتِ التركية الأخيرة والتطورات المتسارعة بمنطقة شرقي نهر الفرات في شمال شرقي سوريا، حيث عمدتْ ميليشيات “قسد” إلى إنزال راياتها من معظم المدن والبلدات التي تسيطر عليها والواقعة قرب الحدود السورية التركية.
حيث ذكرت شبكةُ “فرات بوست” أنّ ميليشيات “قسد” أنزلتْ راياتِها من مدن وبلدات محافظتي الرقة والحسكة الحدودية مع تركيا في شمال شرقي سوريا، وذلك خوفاً من العملية العسكرية التركية المرتقبة، وتجنّباً لقصف الطيران الحربي التركي.
يُشار إلى أنّه وخلال الأيام القليلة الفائتة تصاعد الحديثُ الرسمي التركي عن اقتراب بدءِ العمل العسكري ضد ميليشيات “قسد” على الرغم من التحذيرات الأمريكية من أيِّ عملٍ تركي منفرِدٍ دون الرجوع إليها.
حيث شدّدت الإدارةُ الأمريكية على لسان وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” أنّ أيِّ عملية تركية في شمال سوريا ستكون غيرَ مقبولة، وأنّ الولاياتِ المتحدة ستمنع أيَّ تقدّمٍ بريّ أحادي الجانب في تلك المنطقة.
وبدورها، فإنّ ميليشيات “قسد” تسعى حالياً لتحضيراتٍ عسكرية ورفعِ جاهزية عناصرها استعداداً للمعركة القادمة، إضافةً إلى قيامها بمناوراتٍ سياسية بالتهديد بعودة تنظيم “داعش” إلى المنطقة كورقة ضغطٍ أمام المجتمع الدولي، منعاً للهجوم التركي القادم.
وفي تصريحات جديدة عاد “مظلوم عبدي” قائد ميليشيات “قسد” للتلويح بعودة داعش والإرهاب، نتيجةَ الفراغ الذي سوف يشكّله القتالُ بين “قسد” وتركيا، ولا سيما في ريف دير الزور الشرقي، بحسب كلامهِ لإذاعة “voanews” الأمريكية، مضيفاً بأنّ قواتِه تأمل في أنْ تلعبَ الولاياتُ المتحدة دوراً رئيسياً في تهدئة التصعيد الحالي في شمال سوريا.
كما وأشارت عدّةُ مصادرَ محليةٍ إلى أنّ ميليشيات “قسد” عمدتْ مؤخّراً إلى حفر عشرات الخنادق قبالة مدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة، قرب الحدود السورية التركية، وهي المنطقةُ التي من المتوقّع أنْ تبدأ العمليةُ التركية منها.
في حين يواصل التحالفُ الدولي دعمَهُ لميليشيات “ٌقسد”، حيث دخلتْ مؤخراً 200 شاحنة محمّلةٍ بمساعدات لوجستية وعرباتٍ عسكرية تابعة للتحالف الأمريكي وهي قادمةٌ من العراق عبر معبر “سيمالكا” الذي يربط محافظة الحسكة مع شمالِ العراق، حيث أفرغت حمولتها في مدينة القامشلي.