نظامُ الأسدِ يخونُ العِشرةَ ويمارسُ سياسةَ التجويعِ على ميليشيا “حزبِ اللهِ”
استغلّت ميليشيا “حزب الله” اللبناني فقرَ الناس داخل لبنان لكسب تعاطفهم وتأييدهم من أجل الانقضاض على السلطة، وبفضل شبكة مكثّفة من الخدمات الاجتماعية التي استهدفت بها الفئات الفقيرة، بما في ذلك تمويل المدارس والمستشفيات في أكثرِ المناطق تهميشاً في لبنان.
إلا أنّ هناك ما يخاف منه “حزب الله” ويخشاه ويهدّد مكانتها ضمن بيئته الحاضنة، وهي الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة التي تعدُّ الأسوأ في تاريخ لبنان، والتي تجعل مكانته على المحكّ بعد الضغوطات الأمريكية الأخيرة.
وتشير المعلومات إلى انّ بيئة “حزب الله” تغلي وأصبح الانفجار وشيكاً، إذ انّ الاحتجاجات ستندلع لا محال في الضاحية المنطقة التي تعدُّ أحد أهم معاقل الحزب.
وبدوره كشف موقع “صوت بيروت انترناشونال” أنّ 60% من عناصر حزب الله لم يقبضوا رواتبهم في شهر حزيران، والـ 40% الذين استحصلوا على رواتبهم بالدولار هم من القيادات والنافذين لدى حزب الله.
وأشار الموقع إلى أنّ موقفَ “حزب الله” المتشنّج منذ شهرين بشأن التدخّل المحتمل لصندوق النقد الدولي في لبنان، كان سبباً في جعل أيِّ نوعٍ من التفاوض مستحيلاً، لكنّ الأمين العام للميليشيا “حسن نصر الله” كان قد عبّر الشهر الماضي عن بوادر انفتاح شريطة حماية سيادة لبنان.
وشكّل عدم دفع الرواتب أسئلة عديدة في أوساط “حزب الله”، متسائلين عن الأموال التي تمّ تهريبها إلى سوريا، وعن الحصة التي وعدَ بها “ماهر الأسد” بأنٍه سيعطيها لـ “حزب الله” بعدَ خلاف كبير بينه وبين “حسن نصر الله”.
وقالت مصادر من داخل “حزب الله” أنّ “ماهر الأسد” لم يفِ بوعده وأرسل مبلغاً قليلاً عن المتّفق عليه، وهو لا يزال يحجز أموال “حزب الله” التي اكتسبها من عمليات التهريب داخل مراكز الفرقة الرابعة.
وأضافت المصادر أنّ الأوضاع تزداد سوءاً بين “ماهر الأسد” وقيادة “حزب الله”، إذ أنّ الأموال لن تأتي والأشهر المقبلة تنذر بكارثة اجتماعية كبيرة داخل بيئة الحزب.
يُذكر أنّ ميليشيات “حزب الله” اللبناني كانت قد تمكّنت في العقود الثلاثة الماضية من ترسيخ جذورها في النظام اللبناني، وتحوّل من ميليشيا لتخريب النظام إلى حزب ينخرُ مؤسسات الدولة اللبنانية، ويعيق أيَّ عملية تقدّمٍ نحو الإصلاح.