“نيويورك تايمز”: أثبتّنا قصفَ الروسِ للمستشفياتِ السوريةِ.. وهم مستمرّونَ
أثبتت صحيفة “نيويورك تايمز” للمرة الثانية في شهر واحد، أنّ الاحتلال الروسي تعمّد قصف مستشفيات سورية، على الرغم من معرفته بإحداثيات تلك المستشفيات ضمن لائحة سلّمتها له الأمم المتحدة، بنقاط لا يجب قصفُها، ما يرتقي إلى جريمة حرب وفقَ القانون الدولي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير مصوّر، تعرّض مستشفى كفرنبل بمحافظة إدلب، لقصفٍ من طيران الاحتلال الروسي، في السادس من تشرين الثاني الجاري، علماً أنّ المشفى نفسه تعرّض لقصف الاحتلال الروسي أيضاً في الخامس من أيار الماضي. وكانت تلك الحادثة جزءاً من تحقيق موسّع قامت به الصحيفة من أجل إثبات قصف الاحتلال الروسي على المستشفيات السورية، ونشرته الشهر الماضي.
وتقوم عمليةُ التحقيق على 4 خطوات، لإثبات ضلوع طيران الاحتلال الروسي، وليس الطيران التابع لنظام الأسد، في عمليات استهداف المشافي في إدلب. وذلك بعد حصولها على تسجيلات صوتية للطيارين الروس مع غرفة العمليات، التي توجّه لهم الأوامرَ وتقدم لهم الإحداثيات بالنقاط التي يجب عليهم قصفُها.
وتتم المقارنةُ بين أربعة أنواع من البيانات، أولها الغارات الجويّة في سماء سوريا، والتي وثّقتها منظمات متخصّصة، ثم التسجيلات الصوتية للطيارين الروس وغرفة قياداتهم، حيث قامت الصحيفة بترجمة وفكّ شيفرة اللغة المستخدمة في الغارات الجويّة، بالإضافة إلى تحليل مقاطع الفيديو المتوافرة للغارات الجويّة على المستشفيات السورية، وأخيراً تحليلِ الشهادات التي يقدّمها الأطباء السوريون وشهود العيان ووسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل عن تلك الغارات.
وكان الاحتلال الروسي زعمت عدم صحة تحقيق الصحيفة، وحاول نفي الاتهامات التي توجّهها إليه منظمات حقوقية محلية وعالمية، منذ تدخّله في الحرب السورية العام 2015، بتعمّدِ استهداف المشافي السورية. ووصل الأمر بمندوب الاحتلال الروسي الدائم في الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”، إلى عرض نسخة من تقرير الصحيفة في جلسة لمجلس الأمن مؤخّراً، بغرض تكذيبه.