هكذا دفعتْ القوميةُ المسيحيّةُ بوتينَ لشنِّ حربِه ضدَّ الشعبين السوري والأوكراني
أشارت صحيفةُ واشنطن بوست الأمريكية في تقريرٍ لها إلى أنَّ القومية المسيحية تقفُ خلفَ شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرباً ضدَّ الشعبين السوري والأوكراني.
وأكّد الكاتبُ المتخصّص بالعلاقات الخارجية في الصحيفة إيشان ثارور، أنَّ الرئيس الروسي تلقّى مباركةً من أسقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، عندما تدخَّل في سوريا عام 2015، لدعم رأسِ النظام بشار الأسد.
كما أضاف ثارور، أنَّ البطريرك كيريل، أسقف الكنيسة الأرثوذكسية، وصفَ العملية بأنَّها قرارٌ مسؤولٌ باستخدام القوة العسكرية، لحماية الشعب السوري من الآلام التي جلبَها الإرهابيون.
كما أشار الكاتب الأمريكي إلى أنَّ البطريرك كيريل ورجال الدين في كنيسته، يلقون الخطبَ عن أنَّ أوكرانيا حربٌ مقدّسة تخوضها روسيا حالياً في أوكرانيا، ولا يهمُّ إنْ كان معظم الأوكرانيين الذين يعانون الويلَ من آلة الحرب الروسية، هم من أتباع كنيسة كيريل.
وفي سياق متّصل، تحدّثت مجلةُ لوبوان الفرنسية عن تعيينِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ “جزّار حلبَ” قائداً للعملية العسكرية في أوكرانيا، بعد فشلِ مَن سبقوه في المهامّ التي أُوكلت إليهم.
وقالت المجلة بنوعٍ من التهكم على دفورنيكوف: “يحمل على صدره وسام بطل روسيا، وهو أعلى وسام في البلاد منحَه له بوتين عام 2016، إلا أنَّه نسي أنْ يضعً في النجمة الذهبية التي تزيّن كتفه رقمين للتوضيح، وهما أنَّه تمَّ على يديه تنفيذُ 9 آلاف قصفٍ جوّيٍّ في سوريا وسقط بأوامرِه 25 ألفَ ضحيةٍ مدنية”.
فبموجب أوامرِ دفورنيكوف، تقول المجلة: تمّت تسويةُ المدينة الثانية في سورية والتي كان يسكنها 3 ملايين نسمة بالأرض، ولم تُستثنَ المستشفياتُ والأسواق والمباني السكنية والمدارس من قصفِ قواته.
وأضافت: منذ ذلك التاريخِ أُطلِق على هذا الضابط المنحدر من أقصى الشرق الروسي “جزّار حلب”.
لم يكن يهمُّ دفورنيكوف سوى شيء واحدٍ هو استسلامُ ثوّار حلبَ في أكثرِ المعارك دمويةً في الثورة السورية، وتثبيت رئيس النظام السوري بشار الأسد في منصبه.
وترى الصحيفةُ أنَّ الأهداف التي تمَّ تكليف دفورنيكوف بتحقيقها بعد توليه منصبَه الجديدَ، هي السيطرة على نهر الدونباس، وإسقاطُ مدينة ماريوبول المدينة الساحلية المحاصرةِ منذ بداية الصراع والتي تناثرَ فيها آلافُ الجثث.
وكذلك السيطرةُ على مدينة خاركيف ثاني أكبرِ مدينةٍ في أوكرانيا، والتي تعرّضت للقصف بلا هوادة، والسيطرةُ على مدينة كراماتورسك الواقعة شمال دونيتسك والتي سقطً صاروخ روسي في محطة القطارات فيها وأدّى إلى مقتلِ أكثرَ من 50 شخصاً.
وأضافت: “باختصار احتلالُ شرق أوكرانيا بالكامل من شِبه جزيرة القرم التي ضمَّها بوتين في عام 2014 والسيطرة على بحر آزوف أو حتى البحر الأسود إذا سقطت مدينةُ أوديسا هي الأخرى”.