الفريقُ الألماني الذي أنقذَ بيروتَ من انفجارٍ آخرَ: الموادُ المتفجّرةُ تصلحُ للاغتيالاتِ
عثرت شركة “كومبي ليفت” (Combi Lift) الألمانية، المكلّفة بالتخلّص من المواد الكيميائية التي تمّ العثور عليها في المرفأ بعد انفجار بيروت ، على 52 حاوية تحتوي أكثرَ من 1000 طنّ من المواد الخطرة.
أوضحت الشركة أنَّ هذه المواد كافية لإحداث انفجار مشابه لذلك الذي دمّر أجزاءً كبيرة من العاصمة اللبنانية وهجّر مئات الآلاف، ولكن السؤال الذي يطرح، هو حاجة لبنان لهذه المواد، ولماذا تمَّ تخزينُها في المرفأ لمدّة طويلة؟
وتحدثت قناة “NTV” الألمانية نقلاً عن المهندس مايكل وينتلر، المدير الإداري لشركة الاستشارات البيئية هوبنر (جزء من الفريق)، أنّ من بين المواد التي عثر عليها هناك حمض الفورميك، حمض الهيدروكلوريك، حمض الهيدروفلوريك، الأسيتون، بروميد الميثيل، حمض الكبريتيك، حمض فوق أوكسي أسيتيك، هيدروكسيد الصوديوم، وغليسيرينات.
ونشرت صحيفة الحرَّة لقاء مع وينتلر، تحدّث فيه أنّ “مهمّة الفريق تركّزت في منطقة واحدة محدّدة، عثرنا داخلها على هذه المواد الكيميائية التي كانت مخزنة بطريقة مروّعة”، مشيراً إلى أنّها “لم تنفجرْ بسبب وجودها خارج العنبر رقم 12”.
وأوضح وينتلر أنّه بعد معاينة هذه المواد، تبيّن أنّها “كانت مخزّنة منذ أكثر من 10 أو حتى 20 سنة في المرفأ، ويتسرّب أجزاء منها في بحر العاصمة بيروت، فضلاً على أنّها تسبَّب انبعاثات سامة طالما هي مخزنة بهذا الشكل”.
ولفت وينتلر حول استخدامات هذه المواد، بأنّها “لا تستخدم في صناعة الأسلحة، وهي قد تكون بمثابة مبيدات للحشرات أو معالجة الأرض”، ولكنّه شدَّد على فكرة أنَّ “خلط هذه المواد يمكن أنْ يحمل بعداً آخر”.
وأضاف قائلاً: “إذا أراد أحدهم تنفيذ عملية اغتيال بمكان معيّن، فيمكنه عبْرَ خلط هذه المواد أنْ يفعل ذلك”، مشيراً إلى أنّ “أهمية هذه المواد في هذا النوع من العمليات، أنَّها قادرة على قتل إنسان عن طريق تفجيرها أو عبْرَ انبعاثات تصدّرها”.
وختم قوله: “لو انفجرت هذه المواد لكانت تسبّبت بالضرر الذي حصل في 4 أغسطس، والأمر الذي لا يمكن نسيانه في هذه المهمة هو سوء التخزين”، مشدّداً على أنّ “5 سفن لا تزال في المرفأ، وتحوي مواد خطيرة في ظروف تخزين سيئة”.
من جانبه تحدّث المدير التنفيذي لمجموعة “الأسود”، إلياس الأسود، وهو رئيس جمعية “رجال الاعمال اللبناني – الألماني”، الذي أولج له مهمة تنسيق عمل الشركة الألمانية مع السلطات اللبنانية، أنّ “جميع المواد المعثور عليها ممنوعة دولياً، ولا يجوز استخدامُها في معالجة الأرض والحشرات”.
وأشار الأسود أنَّ: “بعض ما يدهش هو وجود مادة البرومات الممنوعة دولياً منذ 30 عاماً”، متسائلاً: “كيف وصلت هذه المواد لمرفأ بيروت”.
وأجاب الأسود حول السبب وراء عدم انفجار هذه المواد، أنّ “هذه المواد كانت بعيدة عن عنبر رقم 12، وكانت في منطقة معينة من المرفأ، وهي لا تنفجر إلا إذا جمعت وخلطت مع بعضها البعض”.
وكرّر الأسود قوله: “هذه المواد إذا خلطت، تحدّث انفجاراً ضخماً”.
وفي هذا السياق، علّقت مصادر أمنية على اكتشاف أكثرَ من 1000 طنٍ من المواد الكيميائية، أنّ “مرفأ بيروت مساحة واسعة تحكمها الفوضى، إذ تتراشق الأجهزةُ الأمنية المسؤولية في وقتٍ لم يصلْ التحقيق القضائي في انفجار 4 أغسطس إلى نتائج جديّة حتى الآن”.
وركّز الأسود حول أنّ “عنبر رقم 12 كان يحتوي نترات الأمونيوم وقد انفجر، ولكن إيجاد مواد أخرى في المرفأ ينذر بواقع آخرَ وأشدَّ قساوة”.
وأفاد السفير الألماني لدى بيروت، أندرياس كيندل، منذ أيام على تويتر، عن إتمام الجزء الأول من معالجة حاويات المواد الكيميائية شديدة الخطورة، وقال إنّها باتت جاهزة للشحن إلى ألمانيا.