سيدةٌ استُشهدتْ رضيعتُها بغارةٍ روسيةٍ على إدلبَ: هل كانت إرهابيةً؟
في شمال غرب سوريا مأساة إنسانية وجرحٌ لا يلتئم, وآلةُ قتلٍ يقودها نظام الأسد بدعم من الاحتلالين الروسي والايراني, لا تتوقّف, مخلفة الدمار والقتل والتهجير, وتزداد معاناة المدنيين الفارّين من القصف ،في ظلّ عجز دولي عن إغاثتهم وتوفير الحماية لهم.
وتتواصل معاناة أسرة قطيش، التي فقدت 6 من أفرادها في غارةٍ لطيران الاحتلال الروسي على مزرعة دواجن كانت قد لجأتْ إليها في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، وهي بانتظار مدّ يد العون إليها.
وفي الخامس من آذار الجاري، وقُبيل يومٍ من سريان وقفِ إطلاق النار في إدلب، شنّت طائرات الاحتلال الروسي هجوماً على بلدة معرة مصرين في إدلب، عند الساعة الثالثة والنصف تقريبًا.
وأسفر الهجوم الجوي عن استشهاد 16 وإصابة 18 مدنياً كانوا قد لجأوا إلى مزرعة دواجن في البلدة، بينهم أفراد قطيش.
الأم ختام قطيش، فقدت في الهجوم اثنتين من بناتها، وأربعة من أقاربها، فيما أصيب آخرون من أبنائها البالغ عددهم 5.
وفي حديثها للأناضول، أعربت “قطيش” عن أملها في أنْ تؤولَ الأوضاع إلى الأفضل في إدلب، وتضع الحربُ أوزارها هناك.
وأضافت: “نريد أنْ نخرجَ من هذه الأوضاع، لقد فقدنا كلَّ ما لدينا عقب الهجوم الذي استهدفنا”.
وتساءلت الأم السورية قائلة, “هل كانت طفلتي البالغة من العمر عاماً ونصف، إرهابية كي تُستهدف؟”
وفي 5 آذار الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين توصلّهما إلى اتفاق لوقفِ إطلاق النار في إدلب اعتباراً من 6 من الشهر نفسه.
وجاء الاتفاق على خلفية المستجدّات في إدلب إثرَ التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته باستشهاد 34 جندياً تركياً أواخر شهر شباط الماضي جرّاء قصفٍ جويٍّ لقوات الأسد على منطقة “خفض التصعيد”.
وإثر ذلك أطلقت تركيا عملية “درع الربيع” ضدّ قوات الأسد في إدلب.