منظّماتُ المجتمعِ المدنيّ تصدرُ بياناً حولَ الأحداثِ الأخيرةِ في تركيا
أصدرت منظّماتُ المجتمع المدني السورية بياناً مشتركاً عقبَ تصاعدِ التهديدات والعنف ضدَّ اللاجئين السوريين في تركيا، وجّهتْ خلاله نداءً عاجلاً من أجل حماية حقوق الإنسان.
وذكر البيان الذي جاء تحت عنوان “تصاعدُ التهديدات والعنف ضدَّ اللاجئين السوريين في تركيا: نداءٌ عاجلٌ لحماية حقوق الإنسان” إنَّ الأيام الأخيرة في تركيا شهدت حملاتِ تحريضٍ وعنف ضدَّ اللاجئين السوريين وممتلكاتهم، بدأت في مدينة قيصري وامتدت إلى غيرها من المدن التركية، وذلك بعد تصعيدٍ في التحريض السياسي ضدَّ السوريين وتشدّدٍ في إجراءات الترحيل القسري تعسّفياً.
وأوضح البيان أنَّ الخطابَ العنصري ضدَّ اللاجئين السوريين الذي تبنّته العديدُ من الأحزاب السياسة التركية في الانتخابات التركيّة تحوّلَ إلى أعمال عنفٍ وشغبٍ ضدَّ السوريين في تركيا طالت أرواحهم و ممتلكاتِهم على الأراضي التركية وأدّت لوقوع ضحايا في العديد من الولايات التركية.
وأشار إلى أنَّ ذلك تفاقمَ بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، بسبب عدمِ اتّخاذِ إجراءات حاسمةٍ تجاه الخطاب العنصري ضدَّ اللاجئين السوريين من قِبل الحكومة التركية، كما تطوّر إلى احتجاجات وأعمال عنفٍ أدّتْ لسقوط العديد من الضحايا في الشمال السوري.
وطالبت المنظّمات في بيانها من الحكومة التركية الوفاءَ بالتزاماتها الوطنية والدولية المتعلّقةِ بحماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوقَ اللاجئين والمهجّرين المتواجدين على أرضها، والتزامها كذلك بمبدأ عدم ِجواز الإعادة القسرية إلى دول النزاعِ، خاصةً أنَّ سوريا وفي ظلِّ الوضعِ الراهن ليست آمنةً لعودة ملايين اللاجئين إليها وِفقَ ما تؤكّده تقاريرُ لجانِ التحقيق المستقلّة بشأن الجمهورية العربية السورية.
كما دعت الحكومةُ التركية إلى اتّخاذ إجراءات فوريّةٍ لحماية السوريين في تركيا وضمانِ حقوقهم الأساسية والكرامة.
وطلبت من الحكومة التركية والمجتمعَ الدولي أنْ يعملوا سويًا لتوفير الدعمِ اللازم للاجئين والمهجّرين وضمان حياة آمنةٍ وكريمة لهم داخل البلاد وإيجادِ حلولٍ جذريّة واقعية لتخفيف معاناتهم ومعالجةِ آثار أزمة اللجوء السوري في تركيا والعملِ على خطّة واسعةٍ لاندماج اللاجئين السوريين ومكافحةِ خطاب الكراهية والخطاب العنصري ضدَّهم.
كذلك طالبت المنظّماتُ الموقّعة على البيان، مجتمعَ المانحين المموّل للاستجابة للاجئين السوريين في دول الجوار الحرصَ على عدم توظيف التمويل المخصّص لدعم اللاجئين في الإجراءات الضاغطةِ التي تمارسُها إدارةُ الهجرة التركية على اللاجئين السوريين.
وختمت المنظماتُ بيانها بالتأكيد على أنَّ الغالبية العظمى من السوريين تتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه سوريا بلداً آمناً لعودتهم إليها، وخلاصِهم من أسباب لجوئهم خارجَها، وإعادة بناءِ بلدهم بما يضمن كرامةَ وأمن وحرية شعبه، واحترامَ حقوق ومصالح وسيادة دول الجوار بشكلٍ متبادل.
وحتى يحين ذلك اليوم، دعت المنظماتُ إلى معالجة حملةِ التصعيد والعنف الحالية ضدَّ السوريين، وحمايتهم، ومعالجة تحدّيات اللجوءِ السوري في تركيا وِفق أحكامِ القانون والاتفاقيات الدولية.