أبرز توصيات مجلس الكونغرس بشأن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة حول الشأن السوري

أصدرت مجموعة “لجنة دراسات سوريا” والتي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي تقريرها السنوي محذرةً من خروج الولايات المتحدة من سوريا، ومشيرةً إلى إنه من الممكن لذلك في حال حدوثه أن يعزز من تهديد تنظيم داعش، وأن يقوي من هيمنة إيران في المنطقة.

وحذرت المجموعة من أن تقلبات إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” المتكررة من الممكن أيضاً أن تقلّص مصداقية واشنطن وتشوّش الحلفاء، كما طرح أعضاء اللجنة عشرات الاقتراحات للاستراتيجية الأمريكية في سوريا.

وأشار التقرير الذي صدر مساء الثلاثاء الماضي إلى أن الصراع السوري لم ينته بعد، وأن الانسحاب الأمريكي يمكّن إيران وروسيا من توسيع نفوذهما في المنطقة.

واعتبر التقرير أن روسيا حققت مكاسب سياسية هائلة من خلال دعم نظام الأسد، وحث على وقف سحب القوات الأمريكية وتكثيف الجهود لمواجهة النفوذ الإيراني ومنع عودة تنظيم داعش ومحاسبة “بشار الأسد” على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.

وانتقدت المجموعة نهج “ترامب” في التعامل مع الشأن السوري، وقالت: “لا يمكننا تجنب أو تجاهل الصراع في سوريا، وإن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التأثير في نتائج الحرب هناك”.

وأوصى التقرير بزيادة التمويل الأمريكي للقوات المحلية التي يقودها الأكراد، والتي تحكم الأراضي في شمال شرق سوريا، وذكر أن تخفيض التمويل لـ “قسد” ووصول المشاركة المدنية الأمريكية إلى حدها الأدنى، أضعف قدرة واشنطن على نزع فتيل التوترات بين “قسد” و”السكان المحليين الخاضعين لسيطرتها”، مطالباً بأخذ مخاوف الحلفاء والشركاء في الاعتبار، والتأكد من أنهم لن يفاجؤوا أبداً بسبب إجراءات السياسة الأمريكية.

ودعت المجموعة إلى مواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا، بما في ذلك قبول المزيد من اللاجئين السوريين لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك سوف يرسل إشارة مهمة إلى الحلفاء الأوروبيين والدول المضيفة للاجئين.

كما حثت المجموعة “ترامب” على معالجة مشكلة الآلاف من مقاتلي داعش وعائلاتهم المحتجزين في السجون والمخيمات المكتظة، وتعيين مسؤول كبير لهذا الشأن، والضغط على الحكومات الأوروبية لاستعادة مواطنيهم الذين انضموا لداعش، وتوفير المزيد من التمويل لتحسين الظروف في المخيمات التي تديرها “قسد” في سوريا.

وعبّر التقرير عن شكوكه في أن نظام الأسد مستعد لتقديم تنازلات في أي محادثات، وذكر أن الاحتفاظ بالقوات الأمريكية على الأرض في شمال شرق سوريا، يسمح لواشنطن بمواصلة الضغط على نظام الأسد، حتى تصبح الظروف مواتية لتسوية سياسية للحرب.

وأدان التقرير المعاملة الوحشية التي مارسها نظام الأسد ضد المدنيين، وانتهاكه للمعايير الدولية في استخدام الأسلحة الكيميائية، ويعترف بأنه من غير المرجّح أن يواجه “بشار الأسد” المساءلة عن أفعاله في الوقت القريب، لأسباب عديدة منها أن روسيا تمتلك حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ونصح التقرير إلى جانب جهود الولايات المتحدة لعزل “بشار الأسد” دبلوماسياً، ومعاقبته اقتصادياً بالتخطيط لنهج طويل الأمد من أجل المساءلة، من خلال دعم جهود توثيق جرائم الحرب وتمويل المنظمات التي تركز على الاحتفاظ بالأدلة التي ستستخدم في الملاحقات القضائية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى