أحدُ أفرادِ عائلةِ الأسدِ الذي تقاسمَ النفطَ مع “داعش” وطالتْهُ عقوباتُ قيصرَ
دفعةٌ ثانيةٌ من العقوبات الأمريكية ضدّ نظام الأسد وداعميه بموجب قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين والذي دخل حيْزَ التنفيذ الشهر الماضي قد صدرت يوم أمس الخميس، حيث تستهدف العقوبات قائمة جديدة من العسكريين ورجال الأعمال الداعمين للنظام، ومن بين هؤلاء “زهير توفيق الأسد”، وابنه “كرم زهير الأسد”.
“زهير توفيق الأسد” هو الأخ غير الشقيق لرأس النظام السابق “حافظ الأسد”، وقائد الفرقة الأولى التابعة لجيش الأسد، والتي شملتها عقوبات قانون قيصر أيضأً، وذلك بحسب مركز “مع العدالة” الحقوقي الذي يرصد جرائم النظام.
وخدم “زهير” في الجيش عقبَ تخرجه من الكلية الحربية في سرايا الدفاع، التي كان يقودها “رفعت الأسد” (شقيق حافظ الأسد)، ثم تدرّج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء ركن وعين قائداً للفرقة الأولى – ميكانيكي.
ومع انطلاق الثورة السورية في 2011، تولّى زهير قيادة “اللواء 90” في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وقد عرف هذا اللواء باسم “الحيطة” أو”90 دبابات”، وتعتبر هذه الفرقة مستقلّة عن بقية الفرق العسكرية وتتبع مباشرة هيئة الأركان العامة في العاصمة السورية دمشق.
وقال تقرير “مع العدالة”، إنّ “زهير الأسد” يعتبر مسؤولاً مباشراً عن جميع الجرائم التي ارتكبها “اللواء 90” في ريف دمشق الغربي، والقنيطرة، ودرعا، ويأتي في مقدّمتها عملية “مثلت الموت”.
وتولّى “زهير” الإشراف على عمليات القتل في “مثلث الموت” الواقع في منطقة التقاء القنيطرة ودرعا ودمشق، بالإضافة إلى مسؤوليته عن تدمير ممتلكات الأهالي، وتهجيرهم قسراً.
وشارك “زهير” بقواته عناصرَ اللواء “قوى الأمن” في اقتحام منطقة كناكر في ريف دمشق الغربي في شهر تموز عام 2011، ما أدّى إلى استشهاد 11 شخصاً وجرحِ آخرين واعتقال أكثرَ من 300 مدني.
وتورّط “زهير” أيضاً في الاعتقال التعسفي لعددٍ كبير من أهالي منطقة “مثلث الموت”، ومبادلة المعتقلين بأسرى من شبيحة وعناصر قوات الأسد المأسورين لدى مقاتلي فصائل الجيش الحرّ.
وعقب ترقيته إلى رتبة لواء وتعيينه قائداً للفرقة الأولى مدرّعة، فرض “زهير” حصاراً خانقاً على المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، حيث منع إدخال المواد الغذائية إليها، فضلاً عن تنفيذ قواته عمليات قصفٍ عشوائي في تلك المناطق.
وأشرف “زهير” على الهجمات التي تعرّضت لها مناطق “زاكية” و”خان الشيخ” و”الديرخبية”، بعدَ عملية مفاوضات فاشلة، وقد أوقعت هذه الهجمات عشرات من أهالي المنطقة بين قتيلٍ وجريحٍ.
وتورّط “زهير” في شبكة تهريب نفط بالتعاون مع عناصر تنظيم داعش، حيث امتلك أكثر من عشرةِ محطّاتِ وقودٍ في محافظة اللاذقية.
أما بالنسبة لابنه “كرم الأسد” فقد استغل نفوذ والده في القيام بعمليات في مناطق القرداحة واللاذقية شمال غربي سوريا، حيث عمل على تسليح مقاتلين لتنفيذ جرائمَ في حقّ المدنيين خصوصاً في منطقة الحضر ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق الغربي.