أخطاءٌ طبيّةٌ في مشفى النساءِ الجامعي بدمشقَ، تُودي بحياةِ 4 سيداتٍ
خلالَ أقلِّ من 20 يومأ، سجّلت مستشفى “التوليد وأمراض النساء الجامعي” في منطقة البرامكة بالعاصمة دمشق، الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، أربع وفيات، ثلاث منهم لنساء حوامل توفوا أثناء عملية التوليد، والرابعة توفيت إثر مضاعفات عملية تجميلية قامت بها.
ونشرت مواقع محلية، بأنّ ثلاث سيدات شابات دخلن المشفى حوامل، “ليغادرن على المحفة”، فيما لم تتجاوز الرابعة الـ 16 عاماً، دخلت لإجراء عملية جراحية تجميلية، لتخرج بإنتان وقصور أعضاء، حيث توفيت بعد أيام من إحالتها إلى مشفى آخر، وكلّ ذلك خلال الفترة ما بين 14 حزيران، و5 تموز الجاري.
كما قال مصدر محلي، “إنّ كلّ ذلك في مشفى تخصّصي، كما كتب على مدخله، ما يسجل سابقة لم تحدث من قبل، فمن المسؤول؟، وأين إدارة المشفى؟””.
وأضافت المصادر عن المديرة المكلّفة بتسيير أعمال مشفى التوليد “ميادة رومية” قولها، إنّ هذا الموضوع بالتحديد هو من اختصاص الأساتذة الذين أجروا العمليات للسيدات الأربع، فـ “كل أستاذ مسؤول عن مرضاه، هو المسؤول والمعني، وهو من يستطيع أنْ يفسرَ ما حدث”.
كما قالت “رومية” مبرّرة، سببَ الوفاة بأنّ “السيدات مريضات عاليات الخطورة، سوابق قيصريات”، وما يحدث هو أن “الأستاذ يتابع الحالة على الهاتف” عن طريق طلاب الدراسات، حيث تبقى المريضة تحت المراقبة حتى يحين موعد دخولها إلى العملية.
وأجابت “رومية” عن سؤال حول الإدارة وموقفها من تكرار حالات الوفاة بمدّة قريبة، وما هو الإجراء الذي يفترض اتخاذُه في هذه الحالة،” إنّها رفعت كتاباً لوزارة التعليم العالي، أوردت فيه حدوث الوفيات، والوزارة بدورها ستقوم بتشكيل لجنة تحقيق بالأسباب التي أدّت إلى حدوث الوفاة، وعندها، حسب تقرير اللجنة، سوف يتمّ توزيع المسؤوليات.
وعن سبب عدم تواجد الأستاذ المناوب خلال إجراء العمليات، قالت إنّها “تنام في المشفى أثناء المناوبة، ولكن ليس من الضروري أنْ ينام الأستاذ المناوب في المشفى، ولا أنْ يتواجد خلال العملية، على أنْ يبقى طلاب الدراسات على تواصل معه عبْرَ الهاتف، وكلُّ ذلك بموجب قرار قضائي صدر منذ 15 سنة“، وإذا كانت هناك من ضرورة لتواجده فهو سيحضر خلال عشر دقائق كحدٍّ أقصى، فالمشفى قريب!”، على حدِّ تعبيرها.
كما قال رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في المشفى “عزام أبو طوق” ” إنّ طلاب الدراسات الذين يشرف عليهم “أشطر” من الطبيبة التي كانت تتابع حالة المريضة قبل دخولها مشفى التوليد، وإنّهم يستطيعون إجراء العمليات بنجاح كامل، حتى في غياب الأستاذ المشرف”.
وبحسب مصادر محلية “فإنّ المشفى يعمل بأدنى طاقاته، حيث لا جراحة تنظيرية حقيقية، وقسم طفل الأنبوب مغلقٌ منذ عشر سنوات، على الرغم من تجهيزه بأفضلِ الأجهزة في حينه، ما يحرم الطلاب من الاستفادة منه، مضيفاً أنّ مشرفي النسائية فيه، “يفضّلون متابعة عملهم من عياداتهم الخاصة ومشافيهم، فقط هناك طلاب دراسات يتواصلون بدورهم مع أستاذهم المناوب على الهاتف، وكثيراً ما يتأخر اتخاذ القرار لتحدثَ الكارثة ريثما يصل”.
كما قال المصدر أيضاً ليس هناك أطباء داخلية عامة، ولا قلبية ولا غددٍ، ولا أيّ طبيب جراحة عامة أو بولية، وفي حال اضطرت المواقف الحرجة إلى تواجد أطباء من أصحاب الاختصاصات يتمّ التواصل مع أحد المشافي، كالمواساة مثلاً، لإنقاذ الموقف.
ومشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي هو أحد “المشافي التعليمية السورية”، أنشئ عام 1983، يقدّم خدمات طبية، إلى جانب الخدمات التعليمية لطلاب كلية الطب ومعاهد التمريض.