أردوغان: عودةُ اللاجئينَ إلى بلدانِهم ستستغرقُ وقتاً أطولَ من المتوقّع وموقفُ المعارضةِ تجاه اللاجئينَ ليس إنسانيّاً
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنَّ حكومتَه تخطّط لإعادةِ مليون سوري إلى بلادِهم، من خلال توفيرِ الخدماتِ لهم، منتقِداً في الوقت نفسِه “موقفَ المعارضة غيرَ الإنساني تجاه اللاجئين السوريين الذين فرّوا من الموت”.
وصرّح الرئيس التركي خلال مشاركته أمس الأربعاء في مراسم تخريج دفعةٍ من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة أنَّه مع استمرار الهجماتِ الإرهابيّة في سوريا والعراق، سيستغرق عودةُ اللاجئين إلى ديارهم وقتًا أطول من المتوقّع.
ولفت أردوغان إلى أنَّ العودة الطوعيّة والكريمة ستزداد مع استمرار استتبابِ الأمن والاستقرار في شمالِ غربي سوريا، موضّحاً أنَّه عاد نحو 600 ألفِ سوري للأماكن التي تحوّلت إلى مناطقَ آمنة بعد تطهيرِها من الإرهاب.
وأشار إلى أنَّه بفضل منازلِ الطوب التي تعمل عليها المنظماتُ المدنيّة التركيّة تمَّ توفيرُ مساكن لـ90 ألفَ أسرةٍ، مبيّناً أنَّ حكومته تهدف “لإعادة 240 ألفَ أسرةٍ أي ما يعادل مليونَ سوري إلى بلادهم من خلال المشروع السكني الذي وضِعَ حجرُ أساسه قبل نحو شهرين.
وشدّد الرئيسُ التركي على “استمرار مشروع إنشاءِ المساكن الدائمة الذي يسير بتمويل من قطر”.
في السياق ذاته، انتقد أردوغان موقفَ المعارضة التركيّة من اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنَّ “موقفَ المعارضة في بلادنا تجاه السوريين الذين فرّوا من الموت ولجؤوا إلينا وتطلّعوا إلينا كأنصار، ليس إنسانياً ولا إسلامياً”.
وأضاف، “ليست لدينا أيُّ مواقفَ سلبيّة تجاه الذين يزورون بلادَنا بغرض السياحة والاستثمار والتعليم والعلاج أو تجاه الخاضعين لقانون الحمايةِ المؤقّتة”، و”لا يليقُ بنا أنْ نحكمَ على المظلومين بحسب لونهم أو أصلهم أو دينهم. ولا يليقُ بنا أنْ نتّجه نحو أفكارٍ معاديةٍ للأجانب تهدّد شعبنا في الغرب”.
وشدّد الرئيس التركي على أنَّه “لن يناسب مسلماً أو مسلماً تركياً أن يوليَ أهميةً لخطاب الكراهية ضدَّ اللاجئين”.
تصريحاتُ الرئيس التركي سبقتها في اليوم نفسِه مقابلةٌ لوزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، ذكر خلالها أنَّ عددَ “المهاجرين الشرعيين” في تركيا بلغ أربعة ملايين و888 ألفًا و286 شخصًا، جميعُهم عناوينُهم مقيّدةٌ وواضحة لدى الدولة من دخول وإقامةٍ وخروجٍ، بينما يبلغ عددُ اللاجئين السوريين تحت “الحمايةِ المؤقتة” نحو ثلاثة ملايين و325 ألفًا و16 لاجئًا.
وتعليقاً على عمليات عودة اللاجئين السوريين، وسطَ اتهاماتٍ لتركيا بإجبارهم على العودة، أكّد يرلي كايا أنَّها تسير بشكلٍ طوعي وآمنٍ وليس بالإهانة والإجبار.