ألمانيا.. اعتداءٌ على لاجئٍ سوريٍّ ممدَّدٍ على نقّالةِ إسعافٍ أمامَ أعينِ الشرطةِ

نشرتْ صحيفة بيلد الألمانية على صفحتها الإلكترونية “12 آذار 2021″، تسجيلاً مصوّراً, أثار غضباً واسعاً لدى وسائل الإعلام الألمانية ومواقع التواصل الاجتماعي، وينذرُ بجدل واسع حول دور الشرطة في حماية السكان.

ويظهر التسجيل رجلاً ممدّداً على سرير الإسعاف مربوط اليدين والرّجلين، يقوم أحدُ المسعفين بضربه بقوة على وجهه وذلك أمام أنظار عنصرين من الشرطة.

ووقعت الحادثة في الثامن من شباط الماضي في أحد مراكز إيواء اللاجئين بمدينة كاسل الواقعة في ولاية هيسن، إذ اتصلت إدارة المركز بالشرطة لطلب المساعدة للسيطرة على طالب لجوءٍ مخمور يقوم بأعمال شغب داخل المبنى، كما تشير إلى ذلك المحاضر الرسمية.

واستناداً على ما جاء في نسخة من تقرير الشرطة، يقول موقع “بيلد”: “استطاع رجال الشرطة التابعين للمركز الشرقي سريعاً من القيام بالمهمّة باستخدام رذاذ الفلفل وسيطروا على المعتدي”. وعند العملية واجهت قوات الأمن والإسعاف “اعتداءات بالبزق” طالت أحدهم.

غير أنَّ ما جاء في تقرير الشرطة الذي عرضه موقع بيلد، بقي منقوصاً مقارنة لما عرضه التسجيل المسرَّب والذي يبدو أنّه التقط من جهاز شخصي. فالرجل قادم من حلب السورية، والذي دخل ألمانيا لاجئاً منذ عام 2015 ويبلغ من العمر 32 عاماً، كان ضحية لاعتداء جسدي من قبلِ أحدِ المسعفين، كما يظهر وبوضوح الفيديو.

بعد ذلك نقلَ الرجل إلى المستشفى ثم إلى مركز الشرطة حيث أمضى الليلة فيما يسمّى بـ “زنزانة الثمالة”، المخصّصة للمخمورين حتى تذهب آثار الكحول من أجسامهم، ليفتحَ تحقيق ضدَّ اللاجئ السوري بتهمة الاعتداء على الشرطة وعناصر الإسعاف ومقاومتهم إضافةً إلى القيام بأعمال شغبٍ وتدمير آلات الإسعافات الأولية.

في اليوم نفسه الذي فتح تحقيق ضدَّه، توجّه عماره -كما ورد اسمه في تقرير بيلد- إلى موقع آخر للشرطة وتقدَّم بشكوى رسمية ضدَّ رجلِ الإسعاف وعنصري الشرطة اللذين شاهدا الواقعة.

في مراسلة بين الصحيفة الألمانية والنيابة العامة لمدينة هيسن، أكّدت الأخيرة أنَّ التحقيقات جاريّة بالفعل حول “مدى قانونية سلوك” عناصر الشرطة والإسعاف، وذلك عكس بيان الشرطة هيسن الذي يقول إنَّه “لا يمكن الجزم بعدَ مشاهدة الفيديو ما إذا عماره. قد أصيب بالفعل في الرأس، أم أنَّ الضربة أصابت فقط وسادة الناقلة على ضوء ذلك توجب وقف التحقيقات”.

في المقابل، أرفق اللاجئ السوري شكايته بشهادة طبيّة تثبتُ كسراً مزدوجاً في عظم الوجنة إضافة إلى وجود لكمات في وجهه، بينما يتحدّث محاميه الخاص عن “واقعة أشبه بعملية التعذيب”.

ليس هذا فقط بل يقول الرجل لموقع بيلد، إنّه تصرّفٌ من باب “الدفاع عن النفس” وإنَّه “وجّه إلى الشرطة ضربات بالأرجل وقام بالبزق عليهم لحماية نفسه”.

وبغض النظر كمّا إذا كان الرجل صادقاً أم لا، ما يبقى مثيراً هو السبب الذي دفع الشرطة إلى إبقاء واقعة الاعتداء عليه من قِبل رجل الإسعاف سرّاً لم يكشف عنه سوى الفيديو المصوّر، رغم أنَّ المتحدّث باسم الشرطة “ماتيسا مينس” أكّد بالفعل لبيلد “أنَّه تمّ توثيق واقعة الضرب التي قام بها رجلُ الإسعاف البالغ من العمر 44 عاماً باتجاه رأس البالغ من العمر 32 عاماً، من طرف دوريّة الشرطة المعنية”.

ويعزو المصدر غياب هذا التفصيل عن بيان الشرطة إلى أنَّه وإلى غاية ذلك الحين “لم تحصل الشرطة على شهادة طبيّة توضّح مدى إصابة الرجل”.

يذكر أنَّ رجل لإسعاف تمَّت إقالته مباشرة بعد تسريب الفيديو، وعلّقت المؤسسة التي يعمل فيها في مراسلة مع بيلد أنَّها “ضدَّ جميع أشكال العنف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى