ابنُ اللاجئِ السوري الذي أحرقَ نفسَهُ في لبنانَ يتحدّثُ عن تفاصيلِ القصةِ

هرب بسام حلاق “52 عاماً” الأب لولدين من نيران الحرب في سوريا، إلى لبنان علّه أنْ يجدَ ملجأً لعائلته، فوجد نيران الجوع والفقر في البلد الجار، وعزم على إنهاء حياته حرقاً بعد أنْ سكب مادة البنزين على جسده وأضرم فيه ناراً لم يقاومها هارباً.

يعيش “حلاق” في بلدة تعلبايا في البقاع الأوسط في لبنان حيث يتشارك بسام وعائلته المكوّنة من تسعة أفراد “زوجته وولداه المتزوّجان ولديهما ثلاثة أولاد”.

خرج الأب الذي ضاقت به سُبلُ العيش من منزله وتوجّه خلف مستشفى البقاع، التي نُقل إليها وأضرم النار في جسده قبل أنْ تنتهيَ حياتُه على سرير مُصاباً بجروح من الدرجة الثالثة كما أفاد التحقيق الأوّلي لقوى الأمن الداخلي.

وفي حديث لـ”العربية نت” قال ابنه هيثم “27 عاماً”, “الوضع المعيشي السيّئ أحرق قلبَ وجسدَ والدي”.

وأضاف, “أتى بنا إلى لبنان منذ اندلاع الحرب في سوريا واستقرّينا في بلدة تعلبايا وكان “معلّم باطون”، وبدأت أوضاعنا الاقتصادية تتدهور منذ ثلاث سنوات ثم أتتْ الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها لبنان منذ خريف العام الماضي لتزيد الطّين بلّة”.

وتابع, “الضغط الاقتصادي بدأ يزيد علينا، خصوصاً أنّني وأخي خسرنا عملَنا ولم يعد من مُعيل للعائلة، حتى إنّنا لم نستطعْ تأمين ربطة الخبز في بعض الأحيان”.

حاولت عائلة بسام حلاّق النازحة من مدينة درعا مراجعة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR مراراً من أجل تسجيل اسمها في برنامج المساعدات التي تقدّمها, لكنّ جواب المنظمة الدولية كان بحسب هيثم “بأنّنا غيرُ مؤهلين للمساعدات وهناك سوريون اُولى بها”.

وأضاف, “طلبنا منهم تفقّد المنزل الذي نقطن به ليتأكّدوا من أنّنا نحتاج إلى المساعدة، لكنهم لم يتجاوبوا معنا”.

وأكّد هيثم, أنّهم لم يستطيعوا نقل جثمانه للدفن في مدينته درعا, ودُفن بالقرب من بلدة تعلبايا في البقاع، يوم الاثنين.

وعلى رغم الضجّة التي أثارتها قضيةُ بسام في لبنان وانتشار فيديو عبْرَ مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر لحظة سكبه البنزين على جسده واشتعاله، إلا أنّ الجهات المعنية لم تبادر لتقديم المساعدة لعائلته, وفي هذا السياق، قال هيثم “تُركنا لحال سبيلنا، لا من يسأل عنّا بعد مصابنا الأليم”.

وختم هيثم حديثه بغصّة, قائلاً, إذا كان الوالد بسام اختار “مُرغماً” الموتَ بعدما ضاقت به سبُلُ العيش، فإنّ خيارات عائلته بعد وفاته باتت ضيّقة، “فالعودة إلى سوريا مستحيلة الآن بسبب الأحوال غير المستقرّة هناك، كما أنّ الأوضاع الاقتصادية في لبنان تزداد سوءاً. “خلّيها ع الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى