اتفاقُ تهدئةٍ بين الميليشياتِ الروسيةِ والايرانيةِ في حلبَ…ما تفاصيلُه ؟

بعدَ اقتتالٍ دام لأشهر ومحاولات تقدّم تزامنت مع اغتيالات وعمليات قتل وترويع للمدنيين، عقدت ميليشيات الاحتلالين الروسي والإيراني في حلب قبل أيام اجتماعاً لبحث المعارك الأخيرة التي جرت بين الميليشيات في حلب ولعقد اتفاق ينهي الصراع الدائر بينها في ظلِّ الوضع المتردّي لها على محاور ريف حماة وإدلب.

وأواخر الشهر الماضي قامت ميليشيات الاحتلال الإيراني بالسيطرة على معملي الأسمنت والغاز “السادكوب” في حي الشيخ سعيد جنوب شرق حلب تحت مسمى “إعادة ترميمها وتشغيلها”، إلا أنّ الهدف كان هو الاستفادة من إنتاج المعملين لصالح ميليشيات الاحتلال الإيراني.

ونقلت “أورينت نت” عن مصادر خاصة أنّ “الاجتماع حضره كلٌّ من رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب العقيد “علي ديوب حسن”، وقائد ميليشيا النجباء الشيعية “أكرم الكعبي”، وقائد ميليشيا آل بري “عبد الملك بري” وقائد ميليشيا الباقر “خالد الحسن العلوش”، وممثلون عن ميليشيات شيعية ومحلية أخرى وعددٌ من ضباط الاحتلالين الروسي والإيراني داخل فرع الحزب بحي الجميلية بمدينة حلب، حيث طرح كلُّ طرفٍ شروطَه من أجل عقد تهدئة شاملة في المدينة على أن يتمّ حلُّ جميع الخلافات بعد الانتهاء من ملف إدلب”.

واضافت “اورينت نت” : “بعد يوم واحد فقط من اجتماع فرع الحزب، عقد اجتماع آخر بحضور ذات الأطراف في فرع المخابرات الجوية بحلب، حيث طالبت ميليشيا “آل بري” التي تتزعم كيان الميليشيات السنية في حلب، من ميليشيات الاحتلال الإيراني بالانسحاب من جميع المواقع التي احتلتها مؤخراً وخاصة مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، الأمر الذي قوبل برفضٍ مطلقٍ من الميليشيات الإيرانية متهمةً الأولى بأنّها تحاول إنهاء تواجدها كلياً في حلب، فيما اشترطت الميليشيات الإيرانية سيطرة مشتركة للجميع وفي جميع مناطق حلب”.

وبحسب مصادر “اورينت نت” فإنّه ونظراُ لتمسّك الأطراف بشروطها فرض ضباط الاحتلالين الروسي والإيراني تهدئة على الميليشيات وبدون شروط مسبقة، حيث ستستمر جميع الأطراف بالسيطرة على ما تسيطر عليه حالياً لحين الانتهاء من ملف إدلب وحماة، على أن يتمّ إجراء اتفاق جديد وبشروط جديدة لاحقاً لفضّ النزاع الحاصل بين الطرفين.

وذكرت المصادر بأنّ الاجتماع انتهى بعد الاتفاق الذي أملاه ضباط الاحتلالين دون أن يكون هناك أيُّ رأي أو استشارة لضباط قوات الأسد أو قادة أفرعه الأمنية، واقتصر الموضوع على الضباط الروس والإيرانيين فقط، وهو دليل جديد على فقدان نظام الأسد لزمام الأمور وخروجه من نطاق السلطة.

الجدير بالذكر أنّ الاحتلال الإيراني وفي وقت سابق اتّهم الاحتلال الروسي بما وصفه بـ “التواطؤ” مع الاحتلال الإسرائيلي ومنحه إحداثيات لنقاط تموضع قوات الاحتلال الإيراني والميليشيات التابعة له وقصفها، وهو ما أشعل فتيل الحرب التي كانت بدايتها في حلب حيث استمرت المعارك لنحو أسبوع وأودت بحياة عشرات القتلى في صفوف الطرفين في وقت باتت فيه مطارات حلب ودمشق ودير الزور بيد الاحتلال الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى