“الأسدُ ومخلوفُ”.. معلوماتٌ تكشفُ سببَ الخلافِ الرئيسي بينَهم

كشفتْ مصادرُ مطّلعة عن سبب الخلافِ الرئيسي بين رأس النظام بشار الأسد، وابن خاله رجلِ الأعمال رامي مخلوف الذي أشار إلى قضيتين في رسالته الأخيرة في 14 من الشهر الجاري.

وذكر مخلوفُ في رسالته أنّ هناك من يتّهمه بمعارضة “تحالف” بشار، والثاني أنّه سبق وأنْ حذّره مطلعَ عام 2019 من بعض القضايا ومخاطرِ “الانعكاسات الكارثية” على النظام.

وكشفت إحدى الشخصيات القريبة من الأسد ومخلوف خلال حوار مع موقع “العربية نت” خفايا الصراع بين العائلتين، والسبب الحقيقي للخلاف الذي أعلِنَ عنه منذ فترةٍ.

ونقلت “العربية” عن المصدر الذي طلب عدمَ ذكرِ اسمه، أنّ سبب الخلاف الأساسي بين بشار الأسد وابنِ خاله لا تتعلّق بمسألة الضرائب أو التهريب أو الفساد، أو مجردِ حاجةِ الأسد للمال كما تحدّثت تقاريرٌ إعلامية مختلفة.

وأضاف المصدر، أنّ رامي مخلوف تصرّف في السنوات الأخيرة على أساس أنّ الأسدَ سيترك السلطةَ سواءٌ بتسوية سياسية أو بدونها.

وأشار إلى أنّ محمد مخلوف والد رامي، الذي أُعلِنَ عن وفاته قبل عدّة أسابيع، كان مقتنعاً أيضاً بأنّ نظام الأسد كان على وشكِ الرحيل أو الاستقالةِ أو تركِ السلطة بشكلٍ أو آخر.

وأكّد المصدر أنّ رامي ووالده أرادا السعيَ لاستمرارية منزلهتما في السياسة، بناءً على قناعتهما بضرورة رحيل الأسد، بحسب شخصية قريبة من الأب وابنه، على حدّ قوله، في تفسيره لـ “حقيقة الخلاف بين الرجلين الأسد ورامي”.

وسأل موقع “العربية نت” المصدرَ عن كيفية علم الأسد هل هناك طرف ثالث سرّب هذا الاعتقاد؟ فأجاب: “لا يوجد تسريب، بل تحدّث محمد مخلوف مباشرة مع الأسد وقدّم نفسه على أنّه حزب يمكنه إجراءُ بعض التسويات مع جميع الأطراف لإنقاذ الموقفَ”بشرط أنْ تقوم هذه المبادرة على مبدأ عودةِ الأسد إلى الوراء قليلاً”.

ولفتَ المصدرُ إلى أنّ المبادرة انطلقت حوالي العام 2014 أي قبلَ أشهرٍ من التدخّلِ العسكري الروسي، حيث قبِلَ الأسد حينها بما وصفه بـ”المبادرة المُخزية”, وتابع “الدعمُ المفاجئ الذي قد أتى من إيران والعديد من الدول الأخرى، والوعودُ بأنّهم معه حتى النهاية، جعل الأسد يتحوّل إلى النقاش حول المبادرة الذي أصبح فيما بعد سبباً لإنهاء نفوذِ مخلوف تدريجياً”.

وحول الدور الروسي المحتمل من خلال مناقشة مبادرة “ظهر لظهر قليلاً”، قال المصدر إنّ موسكو كانت على علمٍ بها دون الإخلال بتفاصيلها، لكنّها “أعطت الضوء الأخضر للأطراف”، بحسب قوله.

وأضاف المصدر أنّ هجوم خالد العبود عضو برلمان النظام، على روسيا والرئيسِ الروسي والقوات الروسية في سوريا في أيار/ مايو من العام الماضي، جاء في سياق “رسالةٍ” من الأسدِ نفسه إلى الروس.

وأوضح أنّها تأتي لإنهاءِ كلِّ الاحتمالات المتعلّقة بالمناقشات حول كلِّ السيناريوهات التي عاد فيها الأسد إلى الخلف، للإشارة إلى أنّ تهديدات العبود للروس كانت تعني شيئاً أراد الأسد قولَه لموسكو: “الساحلُ السوري في عائلة الأسد، وليس في عائلة أخرى”.

وبشأن احتمال اعتقال الأسد لابن خاله رامي، أكّد المصدرُ أنّ الأسد لن يتخذَ مثلَ هذه الخطوة “ليس لأنّ الأسد ضعيف ورامي قويٌّ”، بل لأنّ الأسدَ يريد ذلك.

وأردف “سيقوم رامي بتحويل أموالَه المودعةَ خارج سوريا إلى جيبه، وإذا اعتُقِل يمكن إعاقةُ هذه العملية”، موضّحاً أنّ عائلة رامي اضطرت لمغادرة البلاد في الأسابيع الأخيرة لإجراء تحويل مالي، قد يكون كبيراً.

وخلص المصدر إلى أنّ ما وصفه بأنّه أخطر عبارة نطق بها مخلوف في كلّ ما أوضحه، هو أنّه قال إنّ هناك من يسمّونه “عكس الاتحاد”، أي أنّ هناك في الواقع بالنظام من يتعامل معه، خلافاً لشخص الأسد لا لنظامه، وأنّ هذا هو سرُّ استخدام مخلوف لكلمة “اتحاد” التي تشير إلى زمن الحاكم وليس النظام السياسي العام المطبق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى